هل يصبح العراق ميزانا للاستقرار؟.. المنطقة تغلي على صفيح من الأزمات بعد أحداث سوريا وتظاهرات تركيا

المراقب العراقي/ سداد الخفاجي
تتسارع التوترات الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط، والتي بدأت تأخذ طابعاً تصاعدياً يثير قلق الكثير من البلدان، من انعكاس هذه التطورات على أوضاعها الداخلية وفي مقدمتها العراق، الذي يشهد محيطه أحداثاً وتغييرات خطيرة على المستويين الأمني والسياسي، خاصة بعد سيطرة الجماعات المتطرفة على سوريا واندلاع تظاهرات في تركيا، احتجاجاً على سياسيات أردوغان القمعية، وغيرها من الأحداث التي تشهدها المنطقة في اليمن ولبنان وغزة، كل هذه التغييرات تضع العراق أمام تحديات خطيرة خلال الفترة المقبلة.
في مقابل ذلك، ترى أطراف مقربة من الحكومة بأن العراق لا يتأثر بصورة كبيرة في مجريات أحداث محيطه الخارجي، خاصة وان العملية السياسية تشهد استقراراً، إضافة الى الاستقرار الأمني والإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية لتعزيز أمن الحدود، مما يجعل من العراق لاعباً محورياً في تفكيك أزمات المنطقة خلال المرحلة المقبلة، سيما وانه مقبل على استضافة القمة العربية خلال شهر أيار من العام الجاري.
عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عامر الفايز أكد في تصريحات متلفزة تابعتها “المراقب العراقي”، إن “العراق اليوم يلعب دوراً محورياً في قضايا المنطقة المهمة، وانه استعاد دوره الريادي وستصبح بغداد قبلة للدول خلال الفترة المقبلة”.
وقال الفايز: ان “الحكومة العراقية استطاعت ان تبني علاقات إقليمية ودولية جيدة خلال الفترة الماضية، والجميع لاحظ الدور الذي لعبته حكومة بغداد سيما في أحداث الطوفان وما بعدها”، مشيراً الى ان “الجهود الدبلوماسية العراقية مستمرة في تهدئة الأوضاع واحلال السلام في المنطقة”.
هذه النظرة الإيجابية تقابلها نظرة غير متفائلة بالأحداث المحيطة بالعراق، خاصة وان أكثر المشاكل التي تمر بها المنطقة هي من صنيعة أمريكا التي لا يمكن الوثوق بمخططاتها وتحركاتها بشكل نهائي، وبالتالي من المرجح ان تستخدم واشنطن أدواتها داخل العراق، للضغط على الحكومة في العديد من الملفات، سيما وان البلد يعتبر طرفاً مهماً بمحور المقاومة الإسلامية، ووجه ضربات كبيرة وصلت الى عمق الكيان الصهيوني.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي المقرب من الحكومة عائد الهلالي لـ”المراقب العراقي”: إن “ما يحدث في الشرق الأوسط من تطورات يشغل الأوساط السياسية العالمية، والعراق الدولة الوحيدة التي تتمتع باستقرار سياسي وأمني كبيرين، محذراً من ان تكون هناك ارتدادات الى الداخل العراقي”.
وأضاف الهلالي: أن “الأوضاع في تركيا يمكن ان تنعكس سلباً في سوريا الذي يحاول المجتمع الدولي ان يلمع صورتها، لكن مشاكل تركيا يمكن ان ترجع الاقتتال ما بين الجماعات المتطرفة، ومن الممكن ان تسبب ازعاجات كبيرة في العراق ولبنان والأردن”.
وأشار الى ان “استخدام أنصار الله استراتيجية الصاروخ الواحد، أربك الكيان الصهيوني وأمريكا وولّد ردة فعل انتقامية ضد اليمن، الأمر الذي قد يتطور العدوان ضد أنصار الله الى ضربات ضد دول المحور”.
وبيّن الهلالي: ان “العالم بأكمله يدرك خطورة ما يحدث بالمنطقة وعلى الرغم من الانشغال بقضية الحرب الأوكرانية والمباحثات الروسية الأمريكية، لكن لا يمكن اغفال أهمية التطورات في الشرق الأوسط”.
وأوضح: ان “هناك تحركاً إقليميا ودولياً يمكن ان يطفئ النار في المنطقة، ونتمنى ان لا يكون العراق جزءاً من هذه الحرب، وان يكون بوابة للسلام من خلال استضافته القمة العربية، وان تكون مخرجاتها ذات أهمية على شعوب المنطقة”.
وفي خضم هذه التطورات، تنادي أصوات من الداخل العراقي بضرورة الحذر من الأوضاع المحيطة في البلاد، وان تبقى القوات الأمنية وبمساندة الحشد الشعبي مستنفرة ومستعدة لأي عارض قد يستحدث، فيما دعت الى رفض المطالبات الأمريكية بحل الحشد الشعبي وقوى المقاومة التي تعتبر صمام أمان وعقبة واشنطن الوحيدة في العراق.
الجدير ذكره، ان واشنطن تشن عدواناً منذ أيام على اليمن، أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، نتيجة الاسناد الذي تقدمه حركة أنصار الله لفلسطين، بينما عاودت قوات الاحتلال الصهيوني، استهداف غزة ولبنان وخرقت اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يفسره مراقبون بأنه يأتي جزءاً من عملية الانتقام من البلدان التي شاركت بعملية طوفان الأقصى.