اخر الأخبارثقافية

التشكيلي عبود السلمان ..نصير المناضلين والمقاومة

الفنان عبود السلمان ابن مدينة الميادين التي تغفو على ضفاف الفرات الزاخرة بأحلامه وأحلامها، وابن دير الزور والمنطقة الشرقية عموماً، في سورية، المتنوعة والغنية فنياً من تراث الشعوب، والتي قال عنها غوستاف لوبون مكتشف ماري(لكل إنسان في هذا العالم وطنان، وطنه الذي نشأ فيه، وسورية) والمهمشة تعدياً وتعمداً، ولم يحظ بالتغطية الإعلامية التي يستحقها، ولذلك أسباب متعددة أهمها: بعد انفتاح الأفق أمام الحركة الثورية العالمية وصعودها في بداية القرن الماضي التي أنجبت تولستوي وغوغول وتشيخوف ومكسيم غوركي وهيمنجواي ومايكوفسكي وبلزاك وبيكاسو وسلفادور دالي، والكتاب والروائيين من سلسلة مقاتلين من أجل أوطانهم خلال الحرب العالمية الثانية، وغيرهم من المبدعين الثوريين في الفكر والثقافة من فن ومسرح وموسيقى، وتراجعها في النصف الثاني منه، ثم انهيار التجربة الاشتراكية وتراجع وسكون الحركة الثورية العالمية، وانفتاح الأفق أمام هيمنة النيوليبرالية الإمبريالية اقتصادياً بعد الثمانينيات في النصف الثاني من القرن الماضي، وما رافقها من تغييبٍ متعمدٍ للصراع الطبقي، المحرك الأساس لتطور المجتمعات والإبداع، وسيطرة نمطٍ استهلاكي في الإعلام والفكر والثقافة والأدب عموماً، والفن التشكيلي خصوصاً، وتهميش دور الشعوب، وما نتج عنه من تنمية الذاتية والفردية، لذا لم نشاهد مفكراً أو كاتباً أو مبدعاً فنياً برز على المستوى العالمي، بل بالعكس شاهدنا انحطاطاً كبيراً، كإبراز عمر الحسين والشامي غنائياً، على سبيل المثال، اللذين يفتقران لأي صوتٍ وإبداعٍ فني موسيقي.

– تتجلى ترانيم عبود السلمان اللونية أولاً: في استخدامه للألوان الحارة التي تبعث الدفء والفرح والدهشة والانبهار كغذاءٍ روحي، ألوان الطبيعة الفراتية التي تعبر عن الحب الخصب الذي منحته عشتار له، وهي تخرج حبيبها من عالم الظلمات السفلي، إلى عالم النور، وحتى في استخدامه للونين النقيضين الأبيض والأسود، على مبدأ (الضِّدُّ يُظهر حسنه وجماله الضِّدُّ).

– وتتجلى ثانياً: في الحركة التي لا تخلو منها لوحة من لوحاته حركة البشر وحركة الطبيعةـ توحي بديمومة الوجود، لأن الحركة هي الشيء المتغير المطلق دائماً، ولولاها لسكن الكون وانتهت الحياة، وما عداها نسبيٌّ.

– وتتجلى ثالثا: في الخطوط المنحنية المختلفة الحجوم، والتي ترفض الانكسار والاستسلام فهو منحازٌ طبقياً، ونصير الفقراء والكادحين، ونصير المناضلين لكل ظلمٍ وقهر ونصير المقاومة، ونصير الشعوب التي ترفض الاستسلام والمساومة، وخاصة شعوب الشرق، ومنها الشعبان السوري والفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى