اخر الأخبارثقافية

رواية “مالك الحزين”.. تصوير الحياة كما هي دون مبالغات

رياض العلي..
تُعَدّ رواية مالك الحزين للكاتب المصري إبراهيم أصلان واحدة من أبرز الأعمال الأدبية في الأدب العربي الحديث، وقد نالت شهرة واسعة بسبب أسلوبها السردي الفريد وتصويرها الواقعيّ للحياة في حي إمبابة الشعبي.
واستغرقت هذه الرواية من أصلان تسع سنوات حتى يكمِلَها، وهي التي جاءت في 150 صفحة، لكن قراءتها تُبيّن للقارئ حجم الجهد الذي بذله الكاتب فيها لتخرج هكذا.
وتتميز الرواية بأسلوبها المختلف عن الروايات التقليدية، فهي لا تعتمد على حبكة متسلسلة أو تصاعد درامي واضح، بل تتكون من مشاهد متفرقة وحكايات متداخلة تعكس يوميات الشخصيات. هذه البنية السردية غير التقليدية تعكس فلسفة أصلان في الكتابة، حيث يعتمد على تصوير الحياة كما هي، دون مبالغات أو افتعالٍ درامي.
ولا غرابة أن يشعر القارئ ببعض الصعوبة في متابعة الشخصيات التي ابتدعها أصلان، لكنه بعد صفحات قليلة سيتعاطف معها بل يغرق في تفاصيلها الدقيقة.
الشخصيات في مالك الحزين ليست أبطالًا تقليديين، بل شخصيات هامشية تعيش في الحارات الشعبية، تكافح من أجل البقاء وسط تحديات الحياة اليومية.
واستطاع أصلان أن يبتكر أكثر من ثمانين شخصية، سواء رئيسية أو ثانوية. وهذا يعني أنه استغرق كل هذه السنوات ليرسم بدقة مسارات هذه الشخصيات بأسلوب فريد لم يسبقه إليه أحد من الروائيين المصريين ، حتى لو كان هذا المسار لا يستغرق من بعض الشخصيات سوى بضعة أسطر أو حتى بضعة كلمات.
كما أن الرواية تحمل بعدًا فلسفيًا، حيث يطرح أصلان تساؤلات عن الوجود، الزمن والمصير الإنساني. تبدو الشخصيات وكأنها عالقة في دائرة من التكرار والانتظار، مما يعكس رؤية قاتمة للحياة.
مالك الحزين ليست مجرد رواية، بل هي تجربة إنسانية وفنية تعكس عبقرية إبراهيم أصلان في التقاط التفاصيل الحياتية العادية وجعلها مليئة بالمعاني. إنها رواية تُقرأ ليس من أجل الإثارة أو التشويق، بل من أجل التأمل في الحياة والبشر، ولهذا تظل واحدة من الأعمال الأدبية الخالدة في الرواية العربية الحديثة.
داوود عبد السيد التقط من الرواية الاشارات التي ادت به الى تقديم واحد من اروع الافلام العربية الا وهو فيلم الكيت كات ، فكأننا امام مبارزة بين الادب والفن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى