الكيان الصهيوني يصعد استفزازاته لافشال مساعي التهدئة بدعم أمريكي

المقاومة تحذر من مخطط “التهجير القسري”
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
بعد أيام من التهدئة في غزة، وأشهر في لبنان، يبدو ان الأوضاع تتجه نحو مواجهة جديدة ما بين الكيان الصهيوني وأمريكا من جهة، والمقاومة الإسلامية في المنطقة، في ظل التصعيد الغربي ومحاولات افشال إحلال السلام عبر استفزاز قوى المقاومة، خاصة فيما يتعلق بدعوات تهجير الفلسطينيين من غزة، واستمرار الانتهاكات الصهيونية على الحدود اللبنانية، ما قد يؤدي الى اندلاع مواجهة سيما مع تهديدات حزب الله وحماس بأن المقاومة مستعدة لمواجهة الكيان الغاصب في حال واصل الكيان خرق شروط إطلاق النار.
وشهدت الأيام الماضية، عودة الانتهاكات الصهيونية في المناطق الحدودية اللبنانية، ووصلت الانتهاكات الى حد التدخل في قرارات الحكومة اللبنانية الجديدة، الأمر الذي دعا حزب الله للتظاهر، رفضاً للإملاءات الخارجية التي تحاول جعل لبنان تحت سطوة وسيطرة الدول الغربية، وتحجيم دور المقاومة في هذا البلد، سيما بعد دور حزب الله اللبناني الكبير في عملية طوفان الأقصى، وما كبّده من خسائر فادحة بحق جيش الاحتلال الصهيوني.
التوجه الغربي الجديد في المنطقة يريد تفتيت محور المقاومة واضعاف قوته على مختلف الجبهات، حتى لا تتكرر نكبة أكتوبر (طوفان الأقصى) التي كادت ان تنهي الكيان الغاصب، لولا التدخل الغربي ودعمه بالسلاح والقوة لمواجهة المقاومة الإسلامية، لذلك تسعى الولايات المتحدة الى عزل جبهات المحور عبر خطط “خبيثة” طويلة الأمد، تتمكن عبرها من انهاء أي تهديد لأمن الكيان الغاصب، وفي مقابل ذلك، فأن محور المقاومة يعرف طبيعة التحركات الأمريكية والأهداف المرسومة لها، لذلك أعلنت مراراً عن أنها جاهزة للمواجهة المباشرة متى ما تطلب منها ذلك.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي صباح العكيلي لـ”المراقب العراقي”: إن “عودة المواجهة مع الكيان الصهيوني قد تكون قريبة، سيما مع استمرار الخروقات والانتهاكات للهدنة مع حماس وحزب الله”.
وأضاف العكيلي: ان “دعوات تهجير أهالي غزة لا يمكن لمحور المقاومة السكوت عليها في حال تم تطبيقها على أرض الواقع، منوهاً الى ان العملية تم رفضها من الأمم المتحدة والفاتيكان وكل المنظمات الدولية، بسبب عدم صحة الفكرة وبعدها عن الواقع”.
وأشار الى ضرورة عدول أمريكا عن قرارات التهجير وتعطيل عمليات إحلال السلام في المنطقة، حتى لا تعود المقاومة الى الخيار المسلح، داعياً الدول العربية الى المساهمة في إعادة اعمار غزة، لا السعي نحو تطبيق خطط ترامب والكيان الغاصب.
وأوضح العكيلي: ان “المقاومة الإسلامية خاصة في غزة ولبنان، لا يمكنها السكوت كثيراً على الاستفزاز الأمريكي، وفي حال أصرت أمريكا على تطبيق خططها، فأن المواجهة مع حماس أمر لا بدَّ منه ولا يوجد خيار آخر”.
وبيّن، ان “أغلب جبهات المقاومة أعلنت عن استعدادها لعودة عملياتها العسكرية ضد الكيان الغاصب، وقد أكد أنصار الله جاهزيتهم لفرض الحصار الاقتصادي وضرب المنشآت الصهيونية مجدداً، رداً على أي استهتار أمريكي”.
وبحسب مراقبين، فأن المنطقة اليوم أقرب لعودة المواجهة المسلحة والاضطرابات أكثر من التهدئة، في ظل عمليات التصعيد التي تقودها أمريكا والكيان الصهيوني، لأن محور المقاومة والجمهورية الإسلامية، لن تسكت لفترة طويلة على هذه الانتهاكات، وستكون لها ردة فعل، سيما مع مواصلة دعوات تهجير سكان غزة والقضاء على حماس.
الرفض لسياسات واشنطن وتل أبيب قد لا يقتصر على بلدان محور المقاومة بل قد يشمل بعض الشعوب العربية التي يحاول ترامب فرض توطين سكان غزة في بلدانها، ما يمهد لمواجهة قد تكون أوسع من طوفان الأقصى في حال استمرار محاولة فرض الخطط الأمريكية التي يقودها ترامب بالقوة على بعض البلدان العربية.
الجدير ذكره، ان لبنان شهدت تظاهرات شعبية، رفضاً للوصاية الأمريكية والصهيونية على الحكومة اللبنانية، إذ رفض المحتجون منع نزول الطائرة الإيرانية الى مطار بيروت، معتبرين ان التصرف هو إهانة للبنان، ومحاولة فرض سيطرة الغرب عليها، فيما أكد حزب الله، متابعته انسحاب الكيان الصهيوني من الجنوب، وان أي موقف يحاول التمديد له، سيُعرّض الهدنة الى الانهيار.