اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

قمة بغداد بوابة لشرعنة حكومة الإرهاب بضغط من الإدارة الأمريكية

واشنطن تمهد لتلميع صورة الجولاني


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
يستعد العراق لاستضافة القمة العربية خلال شهر أيار المقبل، لبحث التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، سيما مع الأحداث المضطربة التي تمر بها البلدان العربية مثل سوريا ولبنان وفلسطين، بالإضافة الى بحث مساعي واشنطن لتهجير سكان غزة وتوطينهم في الأردن ومصر، وانعكاسات هذا المخطط على عودة الحرب ما بين حماس والكيان الصهيوني.
وتأتي القمة العربية المقرر انعقادها في العاصمة بغداد، وسط حديث عن مشاركة الحكومة السورية الانتقالية، وتوجيه دعوة رسمية الى وزير الخارجية أسعد الشيباني، في وقت مازالت الحكومة العراقية تتحفظ على الاعتراف بالحكومة السورية بقيادة ما يُعرف بأحمد الشرع، لأن أغلب أعضائها عليهم تهم إرهاب وعمليات ضد المدنيين، سواء في العراق أو سوريا.
ولغاية الآن لم تعلن بغداد عن توجيه دعوة رسمية الى أحمد الشرع لحضور القمة العربية من عدمها، لكن مراقبين يرجحون حضور وفد من سوريا على الأقل بضغوط غربية وبعض الدول العربية مثل السعودية وغيرها من الدول التي أيّدت سقوط نظام الأسد ومهّدت لسيطرة الجماعات المتطرفة في سوريا.
وبحسب مراقبين، فأن أمريكا تدفع باتجاه مشاركة سوريا في القمة المرتقبة في سبيل إيجاد صيغة شرعية لها، سيما مع البلدان المجاورة لها والتي ترفض الاعتراف بها، لتضع البلدان أمام الأمر الواقع وتعترف بالحكومة السورية الجديدة والتي تستخدمها واشنطن جسراً، للوصول الى غاياتها وأهدافها التي عجزت عن تحقيقها خلال الفترة الماضية.
الحكومة العراقية لم تصدر أي بيان أو توضيح حول الحديث الذي دار سابقاً في وسائل إعلام عن إمكانية مشاركة الشرع في القمة العربية التي ستنعقد في بغداد خلال الأشهر المقبلة، فيما يؤكد مسؤولون مقربون من القرار العراقي، ان الحكومة مازالت مترددة في اعلان موقفها، لأنها من جهة تخشى ردة الفعل الشعبية وبعض الجهات الوطنية، ومن جهة أخرى، لا تريد فتح الباب أمام الصراع مع أمريكا أو أية دولة مجاورة، خاصة في الوقت الراهن، وأنها تفضل ان تبقي الأمور طي الكتمان حتى تخرج بقرار ناضج.
وفي وقت سابق، صرّح عضو لجنة العلاقات الخارجية مختار الموسوي لـ”المراقب العراقي” قائلا: ان “الحكومة العراقية في حيرة من أمرها بشأن الوضع السوري، وتنتظر ان تنضج حكومة منتخبة من الشعب للتعامل معها، وان التواصل الحالي يتعلق بالقضايا التي تمس العراق مثل الملف الأمني وملف المياه”.
وفي تطور جديد، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة العاصمة بغداد قريباً، منوهاً الى ان الزيارة تأتي لبحث تأمين الحدود وإعادة فتح المعابر الرسمية، الأمر الذي يثير التساؤلات حول انفتاح الحكومة العراقية على الشرع، في ظل الملاحظات والإشكاليات الكثيرة عليه.
وحول هذا الموضوع، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عامر الفايز لـ”المراقب العراقي”: إن “العراق مقبل على عقد قمة عربية خلال الفترة المقبلة، وبالنظر لأنه دولة مستضيفة يجدر به دعوة جميع أعضاء الجامعة العربية، لا ان يتعامل بانتقائية لأن هذا ما ينص عليه القانون”.
وأضاف الفايز: أن “العراق أعلن عن موقفه من الأحداث السورية بشكل واضح، وقال انه مع أي قرار يتخذه الشعب السوري، وبالتالي اليوم حكومة ما يُعرف بالشرع تمثل سوريا خاصة مع الاعتراف الدولي والإقليمي، رغم وجود بعض الملاحظات السلبية عليها من الجانب العراقي”.
وأشار الفايز الى ان “زيارة وزير الخارجية السوري الى بغداد خلال الأيام المقبلة، لم تتطرق لها الحكومة أو تعلن عنها رسمياً، وبالتالي تبقى محل شك حتى تعلن عنها الحكومة”، منوهاً الى “وجود مشتركات تدعو العراق الى التواصل مع سوريا خلال السنوات المقبلة، كما كان العراق مجبراً على التعاون مع بلدان مجاورة دعمت الإرهاب”.
وأوضح: ان “العراق طالب بعقد القمة العربية المقبلة في بغداد، فصار ملزماً بتوجيه دعوات رسمية الى جميع الأعضاء بما فيها سوريا”، مبيناً: ان “الحكومة العراقية مترددة بإقامة علاقات مع حكومة الشرع بسبب اتهامها بالإرهاب”.
وكانت الجامعة العربية قد استجابت لطلب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعقد القمة العربية المقبلة في بغداد، والذي تقدم به خلال قمة الرياض في أيار عام 2023، وأكد السوداني، في وقت سابق، أن بغداد ستكون منبراً لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، مجدداً التزام العراق بدعم القضايا العربية، والعمل على إنجاح القمة، وتقديمها منصةً لتحقيق الاستقرار والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى