جرائم الكيان في غزة تحاصره من جميع الجهات وتفرض واقعا جديدا

عزلة العدو الصهيوني تتسع دوليا
المراقب العراقي/ متابعة..
منذ قيام معركة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في العام الماضي، ولغاية اللحظة فأن الكيان الصهيوني لم يخسر المعركة فقط بل أيضا خسر كل محاولاته التي كان يسوق نفسه من خلالها على أنه كيان مسالم ويبحث عن حقوقه لكن الجرائم التي ارتكبها قد أظهرت حقيقته الإرهابية.
ولم تكتفِ نتائج الحرب عند هذا الحد بل أيضا صار يواجه عزلة غير مسبوقة ليس على مستوى الشرق الأوسط بل حتى عالميا، كما أن قادته وهم رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت صارا مطلوبين وفقا لقرار من محكمة العدل الدولية.
وحول هذا الأمر يقول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مؤتمر “طوفان الأقصى وغزة” إن التطورات الأخيرة في غزة ولبنان كشفت مرة أخرى عن الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني على الساحة الدولية.
وأوضح عراقجي أن الأعمال الوحشية والإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا الكيان في غزة لم تجرح فقط ضمير المجتمع الدولي، بل دفعت أيضًا المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أمر اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني باعتباره مجرم حرب.
وأضاف أن العزلة الدولية لهذا الكيان أصبحت أكثر وضوحًا، حيث منعت العديد من الدول دخوله إلى أراضيها وأغلقت مجالها الجوي أمام طائرته، مما اضطره إلى سلوك طريق جديد للسفر إلى الولايات المتحدة.
وأكد عراقجي أن الميدان والدبلوماسية ليسا مجالين منفصلين، بل هما كيان مترابط، حيث تستفيد الدبلوماسية من إنجازات الميدان وتحولها إلى مكاسب ومصالح وطنية.
وبين أن الأشهر الخمسة عشر الماضية، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، لم تشهد فقط معركة ميدانية، بل كانت هناك أيضًا معركة دبلوماسية وإعلامية موازية. وأشار إلى أن الأعداء لم يحققوا إنجازات تُذكر على مستوى الإعلام، بينما كان حضور محور المقاومة في هذا المجال قويًا، كما ساهمت بعض القنوات الإقليمية بشكل فعال في نقل الحقائق.
وأضاف: لقد أدت الرواية الإعلامية المدعومة بوحشية جرائم الكيان الصهيوني، إلى خلق تأثير واسع على الرأي العام الدولي. وعندما انتشرت الصور والأخبار، شهدنا كيف تأثر العالم، ويمكننا الجزم بأن الكيان لم يكن يومًا بهذا القدر من العزلة وسوء السمعة عالميًا.
وأوضح وزير الخارجية أن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه المعلنة في غزة، حيث أعلن في البداية عن هدفين رئيسيين هما تحرير أسراه المحتجزين والقضاء على حركة حماس لكن، في النهاية، “وقف العالم بأسره ليشاهد كيف أُجبر الكيان على التفاوض مع حماس والتنازل من أجل استعادة أسراه، بعدما زعموا أنهم سيقضون عليها تمامًا.”
وأشار عراقجي إلى أن الرواية الإعلامية خلال هذا الصراع ساهمت في فضح الكيان ككيان إجرامي يرتكب الإبادة الجماعية، حتى وصل الأمر إلى إجبار محكمة لاهاي على تصنيفه ككيان مجرم حرب وإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائه.
وأضاف: “اليوم، العديد من الدول تمنع طائراته من التحليق في أجوائها، وهذا دليل واضح على مدى العزلة التي يعيشها.”
وبين: أن “هذه الهزيمة الإعلامية واضحة تمامًا. بعد وقف إطلاق النار، ظهرت حماس كقوة واثقة ومقاومة، قادرة على الاستمرار في المواجهة المسلحة، وتمكنت من مبادلة الأسرى الفلسطينيين بأسراها المحتجزين لدى الكيان، مما عزز موقعها في أعين العالم.”
وأكد أهمية رواية المقاومة بشكل صحيح وإبراز ثمارها، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب إعادة بناء المقاومة وتطبيق الدروس المستفادة، مؤكدًا ثقته في أنها ستعود إلى الساحة أقوى من أي وقت مضى.
وذكر عراقجي أنه ليس المرة الأولى التي يتعرض فيها حزب الله لخسارة قادته، قائلًا: “عندما اغتال الصهاينة الشهيد السيد عباس الموسوي، كانوا يظنون أنهم وجهوا ضربة قاتلة، لكن المقاومة لم تنكسر، بل أصبحت أقوى.”
وختم بقوله: إيران كانت وستظل داعمًا رئيسيًا للمقاومة، مشيرا إلى أنه خلال الأشهر الماضية لم يكن هناك فرق بين الدبلوماسية والميدان، بل كان الإعلام أيضًا جزءًا من هذه المعركة، وستستمر إيران في هذا النهج حتى تحقيق النصر الكامل.