اخر الأخبارطب وعلوم

صناعة المسيرات الانتحارية.. إيران تُبهر العالم بدرونات فائقة القدرات

تعتبر الطائرات المسيّرة الانتحارية، واحدة من أهم الأسلحة في الحروب الحديثة، وتم تطوير أجيال متعددة منها، وقد تميّزت دول كثيرة بصناعة المسيرات وفي مقدمتها الجمهورية الإسلامية التي أبهرت العالم بقدراتها خلال حرب الـ12 يوماً.

إيران، استطاعت ان تُعيد بناء قوتها العسكرية خلال فترة وجيزة من خلال تعاونها المتنامي مع روسيا والصين، سواء عبر صفقات مقاتلات “سو-35” أو أنظمة الدفاع الجوي HQ-9B والطائرات المسيّرة المتقدمة. لكن التطور الأبرز جاء في جانب المسيرات الانتحارية، الذي أعاد النظر في فلسفة استخدام المسيّرات، بعدما كانت أغلب أنظمة الدرون لديه قائمة على طائرات استراتيجية بعيدة المدى، منخفضة البصمة الرادارية، عالية التقنية والتكلفة، ومخصصة لمهام قتالية دقيقة ضمن نمط العمليات الخاصة.

أهمية هذه المسيّرات تكمن في قدرتها على تنفيذ “رشقات جوية” بأعداد كبيرة، وهو تكتيك بات يشكل تهديداً مباشراً لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية. فالاعتماد على كثافة العدد يهدف إلى إنهاك القبة الحديدية ومنظومات الاعتراض الأخرى، وفرض سيادة جوية تكتيكية في مناطق الاشتباك، خصوصاً في حال تفعيل وحدات الصواريخ البالستية أو قصيرة المدى لدى الخصوم.

وتعتمد هذه المسيّرات على أسلوب دوريات جوية متواصلة فوق مساحات واسعة، حيث تبقى في وضعية تحليق مستمر ببطء وعلى ارتفاع منخفض، ما يسمح لها برصد أي فتح لمنصات صاروخية مخفية. وبمجرد الكشف عن منصة إطلاق تعمل المسيّرة على الانقضاض فوراً وتدميرها قبل أن تطلق نيرانها. هذا الأسلوب يشكل جوهر الفلسفة الأمريكية الجديدة في إدارة الصراع، وردع استباقي قائم على الإغراق العددي، بدل الاعتماد فقط على الطائرات المقاتلة المكلفة محدودة العدد.

لقد أثبتت المواجهات الأخيرة في المنطقة، أنّ منظومات الردع التقليدية، سواء الصاروخية أو المضادة للصواريخ، بدأت تفقد جزءاً من فعاليتها أمام الهجمات المركّبة التي تشمل صواريخ باليستية وانشطارية وأخرى فرط صوتية. وفي هذا السياق، تأتي المسيّرات الانتحارية الجديدة، لتوفر طبقة عملياتية إضافية تعزز القدرة على إنهاء أي تهديد بمجرد ظهوره، مع تقليل الكلفة البشرية والمادية.

ومع توسّع هذا النمط من التسليح، يبدو واضحاً، أنّ المنطقة تتجه إلى مرحلة جديدة تُعاد فيها صياغة قواعد الاشتباك، حيث تصبح المسيّرات الانتحارية، أداة مركزية في إدارة الصراع، وليست مجرد سلاح ثانوي أو تكميلي.

وأعلنت إيران رسمياً، خصائص الطائرة المسيّرة الانتحارية «حديد110»، وهي منظومة تعتمد أسلوب الإطلاق الصاروخي، ما يسهّل تشغيلها ويمنحها القدرة على الانطلاق من أي موقع في الميدان لتنفيذ مهامها القتالية. إذ صممت لتوفير مرونة عالية في الاستخدام، بما يعزز قابلية نشرها في مختلف البيئات العملياتية.

وتتميّز «حديد110» المعروفة داخل القوات البرية للحرس الثوري باسم «دالاهو» باعتمادها على محرّك نفاث يمنحها سرعة أكبر بكثير، مقارنة بالمسيّرات الانتحارية ذات الدفع المروحي، ما يختصر زمن الوصول إلى الأهداف ويزيد فرص اختراق الدفاعات، كما تستند في تصميمها إلى هيكل منخفض البصمة الرادارية، ما يقلّل احتمالات رصدها أثناء الطيران.

وكانت إيران قد كشفت هذا الطراز المزوّد بمحرك جت خلال العام الماضي خلال لقاء ضمّ عدداً من العلماء والمسؤولين في قطاع الصناعات الدفاعية مع المرشد الأعلى.

ويعتمد تشغيل «حديد110» على منصة إطلاق صاروخية تتيح استخدامها من أية نقطة، فيما يخدم التحليق عالي السرعة فلسفة تكتيكية أساسية تقوم على تقليص الوقت المتاح لرد فعل الدفاعات الجوية المعادية، ما يجعلها أداة هجومية مصممة خصيصاً لتجاوز أنظمة الاعتراض الحديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى