اخر الأخبارطب وعلوم

عقاب 44.. قاعدة إيرانية متعددة الأغراض تعكس التطور العسكري في الجمهورية الإسلامية

تمتلك الجمهورية الإسلامية، ترسانة عسكرية ضخمة، جعلتها في مقدمة دول العالم من حيث التسليح والقدرات الدفاعية، إذ تواصل طهران تطوير معداتها لمواجهة أي عدوان قد تشنه دول الاستكبار متمثلة بالكيان الصهيوني وأمريكا.

وسلط خبراء في المجال العسكري الضوء على “قاعدة عقاب 44” الإيرانية، واصفين إياها بأنها “منظومة عسكرية متكاملة” لاستقبال المقاتلات الروسية المتقدمة ميغ-29 وسوخوي-35.

وبحسب الخبراء، فأن هذه القاعدة، التي كُشف عنها في عام 2023، تعتبر منشأة عسكرية متعددة الأغراض، مشددين على أنها ليست الوحيدة من نوعها في إيران، حيث تمتلك الجمهورية الإسلامية مدناً صاروخية ومدنًا للمسيرات وحتى مدناً للأسلحة البحرية منتشرة على سواحلها.

ويوضح الخبراء، أن التوجه الإيراني نحو بناء هذه المدن والقواعد تحت الأرض جاء نتيجة الحصار الخانق الذي فُرض على طهران بعد عامي 2005 و2006، والذي أثر بشكل خاص على سلاح الجو وتوفير قطع الغيار، إضافة إلى قضايا الدفاع الجوي، مشيرين إلى أن هذه الصناعات العسكرية، إذا ما كانت مكشوفة، ستكون الهدف الأول لأي صدام مسلح، مما دفع القيادة الإيرانية إلى تبني استراتيجية البناء تحت الأرض باستخدام هندسة عظيمة.

وتثير “عقاب 44” الإعجاب بتقنياتها الهندسية، حيث اختير موقعها في منطقة جبلية بالغة الحساسية، مما يجعلها عصية على الاختراق بالطيران العادي أو باستخدام الصواريخ، وذلك بفضل الطبيعة الوعرة للمناطق الحادة والمسارات الصعبة ومداخل الجبال المتعددة، تتميز القاعدة بوجود مدرج طويل جدًا داخلها، بالإضافة إلى حاملات صواريخ وعربات مما يجعل التجول فيها أشبه بالتجول في مدينة كاملة.

وبينما يبلغ حجم القواعد الجوية التقليدية عادةً من 4 إلى 5 كيلومترات مربعة وتستخدم مرابض لإخفاء الطائرات، فإن “عقاب 44” تمثل “مدينة متكاملة” جُهزت لتكون جاهزة لـ”الضربة الثانية”. وهذا يعني أنها مصممة للرد الفوري والمباشر بعد تعرض الجمهورية الإسلامية لهجوم مفاجئ من العدو باستخدام الطائرات أو المسيرات أو الصواريخ.

وتتميز القاعدة بتقنيات متطورة أبرزها قدرتها على إخفاء الطائرات المتطورة بعيدًا عن أعين الأقمار الصناعية وأجهزة الرصد.

ويكمل الخبراء، ان الجغرافية الجبلية المعقدة، المقترنة بالتقنيات الهندسية المستخدمة في تصميم القاعدة، توفر مخارج عديدة للطائرات (مثل ميغ-29 كدفاع جوي وسوخوي-35 متعددة الأغراض). ويصعب على الأقمار الصناعية التقاط صور جوية لمداخل ومخارج هذه القاعدة بسبب تعددها واستخدام تقنيات متطورة تتيح الإقلاع ومغادرة المكان دون كشف. معتبرين، أن هذه التقنيات غير مسبوقة عالمياً بهذا الحجم والضخامة تحت الأرض.

كما صُممت القاعدة لمواجهة القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات، وهو ما يمثل جزءاً من استراتيجية الردع الاستراتيجي التي تستخدمها طهران.

الكشف عن هذه المدن والقواعد الصاروخية يرسل رسالة بأن ما حدث في 13 حزيران إبان حرب الـ12 يوماً لن يتكرر، وأن القدرات الإيرانية متاحة للاستخدام المباشر، إذ زاد مدى الصواريخ الإيرانية إلى 3000 كيلومتر (في حين تبعد حدود إسرائيل 1350 كيلومتراً عن إيران) وهذا يعني أن هذه المدن يمكن استخدامها من الشمال أو الغرب أو الشمال الغربي أو الشرقي لإيران، مما يتيح مرونة وقابلية عالية للحركة والمناورة.

وفيما يتعلق بالأنظمة الإلكترونية والصواريخ الذكية المزودة بها القاعدة، مثل صواريخ “ياسين” و”قائم” و”آصف” وصواريخ کروز بعيدة المدی، يوضح الخبراء، أن وجودها في بيئة محمية وآمنة يمنح المهندسين ومشغلي الأسلحة وقادة الطائرات، أريحية كبيرة في استخدامها. وهذا يضمن عمليات ردع موثوقة ومناسبة. ففي حال تعرضت إيران لضربة، يمكن برمجة الصواريخ والمسيرات وإطلاقها مباشرة من فتحات داخل القاعدة، مما يجعل تعقبها أو اعتراضها، صعباً للغاية على الأعداء، وذلك بفضل طبيعة المناطق الجبلية التي توفر هذه الخدمة الفريدة بالاشتراك مع الهندسة المتقدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى