اخر الأخبارطب وعلوم

كوثر 222.. صاروخ إيراني غيَّرَ معادلة الحرب ضد الكيان الصهيوني

يبدو أن الجمهورية الإسلامية، عازمة على استمرار تطوير قوتها الصاروخية عبر الكشف عن صواريخ جديدة بشكل متواصل، فقد شهد عام 2025 إطلاق حزمة من الصواريخ الدقيقة بالرغم من العدوان ضد طهران، إذ نجحت بحرية الحرس الثوري الإيراني (IRGCN) في إطلاق صاروخ “كوثر 222” وتم إطلاق الصاروخ من سفينة عالية السرعة (HSB) ونجح في تدمير هدف يحاكي طائرة معادية.

يُعد “كوثر 222” صاروخًا أرض-جو متطورًا محلي الصنع، وقد تم تسليح السفن السريعة من طراز “عاشوراء” و”ذو الفقار” به.

ويبلغ مدى الصاروخ الأقصى 17 كيلومترًا، وهو أكبر من النسخة السابقة “كوثر 200” التي كان مداها 7 كيلومترات فقط.

ويعتمد الصاروخ على تقنية تتبع بالرادار والبصريات، مما يجعله مقاومًا للتشويش والتدابير المضادة الإلكترونية، ويضمن دقة عالية في استهداف التهديدات الجوية مثل الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار، خاصة المنخفضة الارتفاع.

وتُعد سلسلة صواريخ “كوثر” منتجًا لمنظمة الصناعات الجوية الإيرانية تحت إشراف وزارة الدفاع الإيرانية.

وتم تصميم نسخ “كوثر 1/2/3” لاستهداف السفن السطحية، بينما تم تصميم “كوثر 200/222” لمواجهة الأهداف الجوية.

ويُظهر إطلاق “كوثر 222” التزام إيران بتطوير تقنياتها الدفاعية المحلية وسط التوترات الإقليمية والعقوبات الدولية.

قدرة الصاروخ على مواجهة التهديدات الجوية تعزز من قدرات إيران البحرية، ما يضمن حماية أصولها الحيوية في الخليج.

وكشف خبراء عن تفاصيل الترقيات التي خضع لها صاروخ “كوثر222” الإيراني، مؤكدين أن النسخة الجديدة التي حملت اسم “كوثر 222” أصبحت تمتلك قدرات معالجة متقدمة للأهداف البحرية والجوية، ضمن منظومة دفاع ساحلي واسعة تعمل عليها طهران منذ سنوات.

ويقول الخبراء إن الصاروخ ينتمي إلى عائلة “كوثر 200” قبل تطويره إلى النسخة الحالية، موضحين أن إيران زودت به عدداً من الزوارق السريعة من طراز “عاشوراء” و”ذو الفقار”، القادرة على المناورة بسرعة كبيرة وإرباك القطع البحرية الضخمة.

كما أشاروا إلى أن امتلاك إيران لمئات الزوارق السريعة يمنحها قدرة انتشار واسعة وحزمة نارية كثيفة يصعب على السفن المعادية التعامل معها، مبينين أن المناورات البحرية الأخيرة أظهرت أن الزوارق المسلحة بالصاروخ غطّت مساحة تقدَّر بـ 30 إلى 40 كيلومتراً، وهو ما يعني أن أي سفينة معادية ضمن مدى يصل إلى 17 كيلومتراً تصبح عُرضة للإصابة بحزمة من الصواريخ قد تؤدي إلى شطرها أو إغراقها بالكامل، خصوصاً أن الإطلاق لا يتم من زورق أو اثنين، بل من مجموعة قتال متكاملة.

وأضافوا أن النسخة البحرية تعتمد على منظومات توجيه داخلية لا ترتبط بنظام الـGPS، بل تُغذّى ببيانات من داخل الزورق لضمان دقة إصابة عالية. أما النسخة الجوية من صاروخ “كوثر”، فأُضيف إليها رادار ثلاثي الأبعاد قادر على تتبع الأهداف ذات البصمة الرادارية المنخفضة، ما يمنحها دقة شبه ثلاثية الأبعاد ويقلل هامش الخطأ إلى مستويات ضئيلة جداً.

ويشير الخبراء الى أن إيران تعتمد في مواجهة السفن المعادية على حزم صاروخية وليس على صاروخ واحد، الأمر الذي يُربك أنظمة الدفاع على الفرقاطات، والغواصات، والمدمرات، التي لا يتجاوز مخزونها الدفاعي fنحو 90 صاروخاً في أفضل الحالات، بينما تمتلك إيران مخزوناً صاروخياً كبيراً على امتداد سواحلها في الخليج الفارسي وخليج عمان.

أما توزيع هذه الزوارق والصواريخ على طول شريط ساحلي يُقدر بـ 1400 كيلومتر، من مضيق هرمز وصولاً إلى السواحل الجنوبية للعراق، يجعل أي حركة بحرية معادية داخل تلك المنطقة تحت التهديد الدائم، لا سيما أن خطوط الملاحة معروفة وضيقة، ما يرفع من حساسية مرور السفن الحربية فيها.

ويختتم الخبراء بأن المناورات الأخيرة أكدت أن التمرين يظهر توقعات بوجود جهود بحرية موازية للجهد الجوي، كما أن الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية تمكنت من تجاوز مشكلات داخلية في ملف تصفية العملاء. لذلك صدرت توجيهات قيادية بالتوسع في العمليات البحرية والبرّية وتغيير المسارات وزيادة التغطية والجاهزية، باعتبارها حزمة متكاملة لتهيئة القوات لمواجهة محتملة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى