اخر الأخبارالاخيرة

محمد آخر بلام على دجلة يقاوم جفاف المهنة والنهر

في قرية الكريمات، حيث يلتقي الخشب بالماء وتختلط ذاكرة الأجيال بصوت المجاديف، يحاول الشاب محمد حيدر حسين أن ينقذ ما تبقى من مهنة “البلام” التي تتلاشى مع انحسار مياه دجلة.

ولد محمد عام 2010 على ضفاف النهر الذي ربى أبناءه كما تربي المدن حكاياتها، فشب بين رائحة الخشب الرطب وصوت القفف وهي تشقّ الموج، ليصبح دجلة بالنسبة له أكثر من نهر، إنه صديق الطفولة ومرآة الوجع والحنين.

يوازن محمد اليوم بين دراسته في المرحلة الأولى من معهد الفنون الجميلة – قسم السمعية والمرئية، وبين عمله كبلام ورث هذه المهنة عن أبيه وجده.

ويقول بصوت يختلط فيه الأمل بالحزن: “عمق دجلة لم يعد كما كان، بالكاد يصل إلى عشرين متراً أو أقل، وكأن النهر فقد هيبته القديمة، وصار يخبئ صمته في قاعه”.

ورغم التحديات، لا يزال محمد يحلم أن يصبح مونتيراً معروفاً يصوغ المشهد كما يصوغ التيار منحنى النهر، وأن يفتتح محلاً للملابس يحمل اسمه ويلمع في مدينته.

بين المجداف والكاميرا، يعيش محمد على أمل أن لا تكون هذه “الفقرة” الأخيرة، بل بداية لمشهد جديد يجمع فيه بين إرث النهر وفن الصورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى