اخر الأخبارطب وعلوم

فنزويلا تواصل مناوراتها الجوية تزامناً مع التهديدات الأمريكية

صاروخ Kh-31 يهدد سفن واشنطن

تواصل القوات المسلحة الفنزويلية، مناوراتها العسكرية رداً على التصعيد الامريكي الخطير بالقرب من حدودها، وتُعدّ القدرات الدفاعية الجوية لفنزويلا من بين الأقوى في أمريكا اللاتينية، إذ تعتمد على شبكة برية من منظومات S-300VM بعيدة المدى وBuk-M2 متوسطة المدى، مدعومة بمنظومات أقصر مدى مثل S-125، بالإضافة إلى أسطول صغير من مقاتلات Su-30MK2 بعيدة المدى.

وقد صُممت منظومة S-300VM لدعم التشكيلات البرية المتحركة، بما في ذلك التوغلات العميقة داخل أراضي العدو، إذ توفر تغطية متعددة الطبقات ضد الهجمات الجوية والصاروخية، ويصل مداها القتالي إلى 250 كيلومتراً. وتُعد هذه المنظومات أبرز التحديات المحتملة أمام أي محاولة أمريكية لشنّ ضربات جوية، نظراً لقدرتها العالية على المناورة وإعادة التموضع السريع بعد إطلاق الصواريخ.

وتُستخدم منظومة S-300VM على منصات مجنزرة من طراز MT-T تتيح لها العمل في التضاريس الوعرة، كما يمكن إعادة تموضع كافة عناصر المنظومة — بما في ذلك مركز القيادة والرادارات وقواذف الصواريخ — خلال أقل من عشر دقائق.

وتشير التقديرات إلى أن القوات المسلحة الأمريكية لم تواجه حتى الآن شبكة دفاع جوي بعيدة المدى من مستوى التطور الذي تمتلكه فنزويلا حالياً ،ومع ذلك فإن العدد المحدود من المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي الحديثة في فنزويلا يُعدّ عاملاً يقلل من قدرتها على مقاومة أي عملية عسكرية أمريكية واسعة النطاق أو مستمرة.

من جانب آخر يعتبر صاروخ جو–سطح فائق السرعة من طراز Kh-31 روسي الصنع، ويُعرف في تصنيف حلف شمال الأطلسي (الناتو) باسم AS-17 Krypton  تهديداً حقيقياً للسفن الحربية الأمريكية قبالة سواحل فنزويلا.

ويتوفر الصاروخ بنسختين: مضادة للإشعاع وأخرى مضادة للسفن، وتُعد النسخة الثانية الأخطر في هذا السياق. ومع تزايد التقارير التي تلمّح إلى احتمال تدخل عسكري في فنزويلا، يبرز هذا السلاح كعنصر رئيس في ترسانة كاراكاس، بحسب موقع The War Zone.

كما تُطلق هذه الصواريخ من مقاتلات Su-30MK2V Flanker متعددة المهام التابعة للقوات الجوية الفنزويلية، والتي تسلّمت منها 24 طائرة بين عامَي 2006 و2008، ولا يزال 21 منها في الخدمة حالياً.

ورغم عدم تأكيد ما إذا كانت فنزويلا حصلت على النسختين Kh-31P (المضادة للإشعاع) وKh-31A (المضادة للسفن)، فإن مقاطع فيديو رسمية تُظهر مقاتلات Su-30 فنزويلية وهي تحمل صواريخ Kh-31A خلال طلعات فوق الساحل، فيما يبدو رسالة ردع موجّهة إلى واشنطن.

كما عرضت كاراكاس تدريبات جاهزية سريعة مضادة للسفن باستخدام هذه الصواريخ، التي يمكن لنسختها المضادة للإشعاع أيضاً استهداف رادارات السفن.

وبدأ تطوير سلسلة صواريخ Kh-31 أواخر سبعينيات القرن الماضي في الاتحاد السوفيتي، لتدمير رادارات منظومات الدفاع الجوي الغربية الناشئة آنذاك، مثل نظام “باتريوت” (Patriot) التابع للجيش الأميركي، ونظام “إيجيس” (Aegis) الخاص بالبحرية الأميركية.

ودخل صاروخ Kh-31A الخدمة عام 1990، وحقق نجاحاً تصديرياً واسعاً خارج روسيا، إذ تستخدمه نحو 12 دولة من بينها الصين والهند وفيتنام.

ويعمل الصاروخ بنظام توجيه راداري نشط بمدى تثبيت يصل إلى نحو 18 ميلاً، ويمكن تشغيله بأسلوبي التوجيه قبل الإطلاق أو بعده، كما يحتوي على مقياس ارتفاع لاسلكي لضمان تحليقه بدقة على ارتفاعات منخفضة فوق سطح الماء.

وتستخدم جميع صواريخ Kh-31 نظام دفع صاروخي-نفاث لتحقيق سرعات تفوق سرعة الصوت بشكل مستمر.

وبالإضافة إلى سرعته القصوى العالية، يتميز صاروخ Kh-31A برأس حربي خارق للدروع مصمم لاختراق بدن السفينة الحربية قبل الانفجار، وهذا على عكس الرأس الحربي شديد الانفجار/التشظي في صاروخ Kh-31P.

ويتميّز الصاروخ بقدرته على تنفيذ مناورات متعددة المحاور تصل إلى 15G (ما يعادل 15 مرة قوة الجاذبية الأرضية) على ارتفاع منخفض جداً، ما يصعّب اعتراضه.

ويبلغ مدى Kh-31A نحو 31 ميلاً كحد أقصى، و9.3 أميال كحد أدنى، فيما تصل النسخة الأحدث Kh-31AD إلى مدى يتراوح بين 75 و100 ميل، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان قد تم تزويد فنزويلا به في الأساس.

وصاروخ Kh-31A يبدأ بدفع صاروخي مبدئي ثم يتحول الهيكل الداخلي إلى غرفة احتراق لتشغيل المحرك النفاث الذي يرفع سرعته إلى 3.5 ماخ على ارتفاع 53 ألف قدم أو 1.8 ماخ على مستوى البحر.

ويبلغ وزن الصاروخ عند الإطلاق 1323 رطلاً، منها 192 رطلاً للرأس الحربي الخارق للدروع.

ورغم أن الصاروخ يُعد تكنولوجيا قديمة نسبياً، وأن البحرية الأمريكية اكتسبت خبرة عملية في مواجهته ضمن بيئات اختبار، فإنه يبقى سلاحاً خطيراً لا يُستهان به، خصوصاً مع وجود قطع بحرية أميركية قريبة من السواحل الفنزويلية ضمن عمليات تهدف إلى زيادة الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو.

وباستثناء مزيج مقاتلات Su-30 وصواريخ KH-31، تمتلك فنزويلا قدرات أخرى في مجال الصواريخ المضادة للسفن.

وتمتلك البحرية الفنزويلية فرقاطة واحدة عاملة من فئة Mariscal Sucre، وهي Almirante Brión، والتي تُعد جزءاً من مجموعة سفن حربية دخلت الخدمة في أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

وتم تزويد هذه السفينة بـ8 قواذف لصواريخ Otomat Mk 2 الإيطالية. كما جرى دمج الصواريخ نفسها بقاذفتين على زوارق الهجوم السريع من فئة Constitución التابعة للبحرية الفنزويلية، والتي لا تزال ثلاثة منها قيد الخدمة.

وزوّدت إيطاليا، فنزويلا أيضاً بصواريخ من طراز Sea Killer التي استخدمت في تسليح مروحيات AB-212 التابعة للبحرية الفنزويلية، والتي تُستخدم حالياً في مهام الإسناد والنقل.

غير أن حالة هذه الأنظمة الإيطالية “محل شك”، وحتى في حال جاهزيتها تبقى أقل خطورة بكثير من Kh-31A، إذ تعمل بسرعة دون صوتية، ويبلغ مدى Otomat Mk 2 نحو 110 أميال، وSea Killer نحو 6.2 أميال.

كما حصلت فنزويلا مؤخراً على صواريخ CM-90 إيرانية الصنع (النسخة التصديرية من “نصر”) إلى جانب زوارق هجومية من طراز Peykaap III (فئة “ذو الفقار”)، وهي أيضاً دون صوتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى