كتاب فلسطينيون يدونون يومياتهم تحت قصف الإبادة الصهيونية

صدر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع كتاب “استعادات مقلقة؛ يوميات غزّة” الذي فيه تمتزج اللغة الواقعية بالشعرية والأحلام والفانتازيا، ففي هذا الكتاب هناك مئة كاتب وفنان من غزة، يكتبون عن حرب الابادة الصهيونية ضد الفلسطينيين منذ أكثر من عامين.
الكتاب أعده الروائي والكاتب الفلسطيني عاطف أبو سيف، ويضمّ نصوصاً لكتاب وصحافيين وفنانين وباحثين من غزّة. نصوص يختلط فيها الماضي مع الحاضر، وتطغى فيها أحياناً صور الذكريات على آمال المستقبل، ولا شيء مشتركاً بين الكلمات والمشاعر والأفكار، أكثر من محاولة الحفاظ على التفاصيل، والبحث عن لحظات، مهما كانت قصيرة، لالتقاط الأنفاس وسط مطاردات الموت للناس في كل زاوية وشارع ومكان.
من مقدمة الكتاب: “لا ينزح الإنسان كاملاً، بل يفقد كلما تحرك جزءاً منه، وأشياء مما يحب، مما يضطره إلى رثاء متكرر، كأن يترك وراءه عشرين ألف كتاب، ويضطر لاختيار عشرة منها فقط”، في صورة تحمل سخرية سوداء تضمنها نص الكاتب حمزة مصطفى أبو توهة، الذي لن تكتفي الحرب بإبعاده عن مكتبته التي تمثل عالمه وشغفه، بل ستكمل الطبيعة هذه المهمة، بأن يتلف المطر الكتب التي ظل يحاول إجلاءها، ليكتفي أخيراً برثائها.
وإذا كانت الإبادة تلتهم صفحات الكتب، فإنها تلتهم بساطة الحياة اليومية وتفرض بفجاجة أشكالاً جديدة للقسوة لا يمكن تخيلها، كأن تضطر للنزوح وأنت في مكانك، وهو مشهد تصوره الكاتبة أسماء سلامة “جربتُ شعور النزوح داخل بيتي.. بهذه البساطة والتعقيد في آن واحد، صرت نازحة. غرفتي كما لو أنه صار لها يدان هائلتان تحتضنان تسعة عشر شخصاً بألوانهم الباهتة، وعقولهم وقلوبهم المتروكة خلفهم”.



