هل تكشف الجمهورية الإسلامية عن رأس نووي خلال المرحلة المقبلة؟

يعيش الكيان الصهيوني وأمريكا حالة من القلق والرعب مع قرب حصول الجمهورية الإيرانية الإسلامية على رأس نووي، وهي خطوة قد تصدم إسرائيل إذا ما أعلنت طهران رسمياً انضمامها إلى «النادي النووي»، خصوصاً مع توجه البرلمان الإيراني لعقد جلسة لإقرار قرار تصنيع الرؤوس النووية.
ويرى عسكريون أن طهران اليوم لا تسمح بفرض شروط العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بصيغتها السابقة أو صيغة مشابهة، تتضمن بنداً حاسماً يقضي بالسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش مخزون إيران من اليورانيوم المخصب — سواء بنسبة 60% أو أكثر، وهذا المخزون يفوق الحد المسموح به بنحو 48 ضعفاً، إذ تشير التقديرات إلى أن إيران تمتلك نحو 600 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب فوق 60%، موزعاً بين مواقع تحت الأرض وأخرى سرية.
ويشير الخبراء إلى أن قبول إيران بهذا البند يعني فقدان عنصر عدم اليقين الذي يمثل جزءاً أساسياً من ردعها الاستراتيجي، إذ تسعى إيران دوماً للوصول الى القدرة على تصنيع السلاح النووي، بينما تمتلك بالفعل صواريخ دقيقة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية، مؤكدين أن التجارب خلال الحرب الأخيرة، بما في ذلك جولات حرب غزة، أثبتت قدرة هذه الصواريخ على تحقيق الدقة والمدى المطلوبين.
الكيان الصهيوني يرى أن استراتيجية إيران بشأن الصناعات النووية باتت تثير القلق، رغم الضربات التي وُجهت للمفاعلات، لأن إعلان طهران رسمياً تصنيع رؤوس نووية سيشكل تغييراً جذرياً في المعادلة الأمنية. إذ يعتبر المجرم نتنياهو أن هذه الخطوة تمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل، لكنه يريد أن يستغل الوضع لتعزيز شرعيته السياسية داخلياً وخارجياً، خاصة في ظل عزلة إسرائيل الدبلوماسية بملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
إيران اليوم وعلى عكس التوقعات تمتلك خيارات كثيرة للمناورة، في مقدمتها برنامجها النووي الذي لم يتضرر منه إلا شيء بسيط جداً، والحديث عن قدرة طهران تصنيع رؤوس صاروخية نووية أثار مخاوف تل أبيب وواشنطن، لكنهما لا يريدان الاعتراف بهذا الشيء حفاظاً على مصالحهما في المنطقة التي ما زالت تحت تهديد إيران وقوى المقاومة الإسلامية.



