اكتشاف أثري يحول مشروعاً عمرانياً إلى كنز تاريخي في السليمانية

تحول مشروع إنشاء متنزه عام في محلة ملكند، خلف مبنى السراي القديم في مدينة السليمانية، إلى واحد من أبرز الاكتشافات الأثرية في المنطقة بعد العثور على “حمام فاطمة خان” العائد إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، إلى جانب آلاف القطع الأثرية التي تشمل فخاراً ومسكوكات نقدية وذهباً.

وكان من المقرر إقامة مجمع تجاري في الموقع، إلا أن الاكتشاف المفاجئ لجدران أثرية وقطع فخارية خلال أعمال الحفر أدى إلى وقف المشروع وبدء عمليات تنقيب موسعة أشرف عليها قسم الآثار في كلية العلوم الإنسانية بجامعة السليمانية، بالتعاون مع دائرة آثار المحافظة.
وبدأ موسم العمل الأول في 18 كانون الثاني 2025 وما يزال مستمراً، حيث شملت عمليات التنقيب حفر خنادق بمساحة 2000 متر مربع. وكشف الفريق الأثري عن حمام أثري مساحته 400 متر مربع يضم ثلاث مناطق رئيسية: الباردة، الدافئة، والحارة، مع نظام متطور لتسخين الأرضية باستخدام نفق داخلي وأنابيب فخارية حرارية.
وتم العثور على 180 غليوناً فخارياً، ومسكوكات نقدية، وقطع حلي ذهبية، إضافة إلى العديد من اللقى السيراميكية.
ويعتزم الفريق إطلاق موسم تنقيب ثانٍ في صيف 2026 لاستكمال الدراسات الأكاديمية ونشر النتائج، مستفيداً من صور جوية بريطانية قديمة وخرائط عثمانية، إلى جانب شهادات من معمرين في المنطقة، بهدف الحفاظ على هذا الإرث الثقافي المهم.