فمن عاش في وجه الزمان محارباً

مرتضى التميمي
يظنون إني “شهريارٌ” ورايتي
على كتف الأحلام تبدو مرفرفة
وما فهموا معناي حين تقافزوا
على جسدي كلٌ بيُمناهُ مِغرفة
إذا كان ربُ البيت كالبيت جاهلاً
فليس لمثلي فيه وصلٌ ومعرفة
أنا العنبُ الحلوُ الذي عاش عالياً
فمن أنت يا هذا لتأتي فتقطفَهْ
وأحلى شعورٍ حينما نمت مدركاً
بأنّ القوافي بين كفّيَّ مُرهفة
أطوّعها في ألفِ شكل وقالبٍ
وأبعثها مثل الهدايا المُغلّفة
لكل كسيرٍ أهدر الحزنُ عمرَهُ
وكل الذي يخشى الوجوهَ المُزيَّفة
وكل العيون الغارقات بدمعها
إذا هربتْ منها إلى الغيب منشفة
فكم من بخيلٍ عاث في كل قصعةٍ
وكم من كريمٍ ماتَ والجوعُ طفَّفَهْ
فهل يتساوى وجهُ من عاش دهرَهُ
يصارع ما خطّ الجحود ليحذفَه
ووجهُ الذي حتى المرايا تفهّمت
ملامحَهُ حين التلوّن لَحَّفَه
مددت أكُفَّ الخيرِ من دون خشيةٍ
وأرجعتها ملأى نيوباً بِلا شَفَه
كأني رحيقُ الطيب في كل وردةٍ
أعيشَ وحيداً في صديدِ البلاشفة
وليس لمثلي أن يُجَرَّ لبئرهم
فلا إخوةٌ عندي ورؤياي مُجحفة
ولا أدعياءُ اللطف مدّوا حبالهم
وهم أنكروا لطفي وما كان ألطفَه
إذا مُدَّ حبلٌ منهم لست آبهاً
وإنْ كان عمري فيه لن أتلقفَه
فمن عاش في وجه الزمان محارباً
يرى أن موتَ الحُرِّ كان مُشَرِّفَه.



