دائرة المسؤولية الاجتماعية في الإسلام

تتكون من العائلة أو الأسرة، الّتي يسمّيها الإسلام بالحلقة الضيقة، الأب والزوجة والأولاد، وهناك شبهة عند الناس في هذا الموضوع، ومن المفهوم أن الحلقة الأضيق هي الزوج والأولاد. وبعضهم يفترض أنهم عندما يستقلون عن حياتهم، فالوالد والوالدة أصبحوا خارج النطاق، وهذا فهم خطأ.
نأتي إلى النظرة الإسلاميةّ في الموضوع الاجتماعيّ، إنه على صعيد الفرد أو على صعيد العائلة، فرؤية الإسلام ترتكز إليها بلحاظ:-
1ـ أن الفرد هو أصل المجتمع، لذلك نجد كل تعاليم الإسلام وتشريعاته وتعاليم الأنبياء “عليهم السلام”، كلها تحث وتدعو الى تربيته.
2ـ أن الأسرة هي في نظر رسالات السماء، أساس إلزامية أي مجتمع في أية مدينة أو أي وطن، يحتاج إلى أفراد حالة مفككين، في فقدان المجتمع البشريّ، لذلك ينتج عنه مجتمع منحرف لا يستجيب.
فالعائلة، ولو في إطارها الضيّق، عندما تكون متعاونة متراحمة، فهي تشكّل خلايا البيئة الاجتماعيةّ السويّة، وهذا ينعكس على المجتمع.
ومن هنا تأتي التعاليم والرسالات لتؤكّد على الزواج، الّذي هو مستحب، بل واجب في بعض الأحيان، الإسلام يتحدد عن انتقاء الزوج والزوجة، والتسهيلات الزوجية، وتشجيعات العشائر، وتواجد الأسرة وبقائهم، ومسؤوليّات داخل الأسرة، كما يشمل مخاطر موضوع الطلاق.
إن ابتلاءنا في المجتمع، هي فيما بعد يأتينا من الغرب؛ ففي الغرب هناك مأساة على المستوى النفسي، رغم التطوّر العلميّ، وشهدت السنين، أزمات حادة جدّاً في هذه الدول. ما نقرأه من تقارير ودراسات حول مجتمعاتهم، والّذي يعكسونه في الأفلام السينمائية الّتي يصدّرونها إلى العالم العربيّ والإسلاميّ، كلّه يتحدّث عن تفكّك الأسرة، والقائمة متميزة في نسبة العزوبيّة، فلا توجد عائلة، طالما يظن الرجل والمرأة أنهما يستطيعان تلبية احتياجاتهما الجسديّة خارج إطار الأسرة، نتيجة الإباحيّة الّتي تنفذ في تلك المجتمعات. وهناك ارتفاع في نسبة الطلاق، ونسبة المواليد من خارج المجموعة الشرعية، حيث يتجهون إلى خارج المجتمع الثقافي عندهم. وهذا ما يؤدّي إلى الصدمة الروحيّة والاجتماعيّة وأمنيّة سيّئة جدّاً.
هناك، عندما يكبر الوالدان، لا يسأل أحد عنهما، بل يرمونهما في دور العجزة، وعندما يموتان تتكفّل البلديّة بدفنهما، وهذا ما يريدون نقله إلى مجتمعنا.



