اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

من البر إلى البحر ..الصواريخ الإيرانية تُخرج شريان الكيان عن الخدمة

موانئ مغلقة وتجارة منهارة


المراقب العراقي / أحمد سعدون..
يعيش الكيان الصهيوني واحدة من أكثر الفترات الاقتصادية توترا في تأريخه، ليس فقط على الجبهة العسكرية، بل أيضا على الجبهة الاقتصادية، فمنذ اندلاع الحرب، واجهت كبرى الشركات والقطاعات الاقتصادية الصهيونية تحديات متفاقمة، تراوحت بين توقف العمليات، وانهيار الاستثمار الأجنبي، وانخفاض الأسهم، وصولا إلى شلل قطاعات استراتيجية كالسياحة والتكنولوجيا والطاقة.
وفي إطار عملية “الوعد الصادق 3” التي أطلقتها إيران ردا على العدوان الصهيوني، طالت الضربات الإيرانية واحدة من أكثر المنشآت الحيوية حساسية داخل الكيان مصفاة حيفا، الواقعة ضمن مجمّع “بازان” الصناعي، والذي يضم أيضاً مصانع بتروكيميائية رئيسية، ويُعد من أضخم مجمعات الطاقة والصناعة الثقيلة في الأراضي المحتلة، بطاقة إنتاج يومية تناهز 200 ألف برميل.
ولا تقتصر أهمية ميناء حيفا على كونه واحداً من أعمدة الاقتصاد البحري في كيان الاحتلال، بل تتعداها لتبلغ مرتبة عالية في سلم الأمن القومي الصهيوني، فإلى الشرق من الميناء، تتمركز قاعدة “بولونيوم” البحرية، وهي من أكثر المنشآت حساسية، وتضم غواصات (دولفين) الحربية، المعدة لحمل صواريخ مزودة برؤوس نووية .
وفي هذا الموقع ذاته، تجري عمليات تصنيع وتفقد السفن الحربية، ما يجعل الميناء حلقة حيوية في المنظومة العسكرية الصهيونية ، لكن الأهمية لاتقف عند حدود الجغرافيا العسكرية فقد بات ميناء حيفا في ظل التحولات الجيوسياسية الأخيرة إحدى النقاط الأساسية في مشروع الممر التجاري الذي تعمل عليه أمريكا لربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط ، ووفق المخطط الأمريكي من المفترض أن تنطلق السفن من الخليج عبر السعودية والامارات ، مرورا بالأردن لتصل الى فلسطين المحتلة ومنها الى أوروبا عبر ميناء حيفا ، في محاولة أمريكية لمنافسة مشروع ” الحزام والطريق الصيني “.
ومن هنا يرى مراقبون أن أي استهداف مباشر لحيفا يحمل في طياته ما يتجاوز البعد العسكري ، فالضربات التي توجه الى هذا الميناء ، لا تصيب منشآت بحرية فحسب بل تقوض أيضا رهانات استراتيجية كبرى وتربك الحسابات الامريكية في المنطقة ، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي سيتكبدها الكيان الصهيوني من جراء تعطيل أحد أهم مرافئها.
وتُعد مصفاة حيفا حسب التقديرات العالمية الشريان الأساسي لإمداد الكيان الصهيوني بالطاقة بقدرة تكرير سنوية تصل الى 10 ملايين طن بحيث توفر من 60 الى 70 بالمئة من مجمل الوقود المستخدم في القطاعات الحيوية داخل الكيان الصهيوني من الصناعة والزراعة الى وسائل النقل المدنية والعسكرية .
وفي ذات الاطار أكد الخبير الاقتصادي صالح الهماشي في حديث لـ”المراقب العراقي ” أن الضربات الصاروخية الإيرانية ستُخرج جميع موانئ الكيان الصهيوني عن الخدمة وستسبب خسائر اقتصادية فادحة له ، مضيفا أن القدرات العسكرية والاقتصادية للكيان شارفت على الانتهاء ولكن في ظل الوجود الأمريكي والأوروبي مازال الكيان يحاول المطاولة في استمرار الحرب بصعوبة بالغة.
وأشار الهماشي خلال حديثه إلى أن “أمريكا أدركت الخطر الكبير الذي بدأ يحوم حول الكيان الصهيوني جراء الانهيار الكبير أمام الضربات الإيرانية فأسرعت في إيجاد نصر معنوي وشكلي للقيطها المدلل من خلال توجيه ضربات غير مجدية للمفاعلات النووية الإيرانية حسب تعبيره” .
ولفت الى أن “الكثير من الأسواق العالمية ستهجر الموانئ الصهيونية وتُغير وجهتها الى موانئ أخرى أكثر استقراراً وبعيدة عن مرمى النيران التي صارت حالة مألوفة في جميع الأراضي المحتلة جراء القصف الإيراني المستمر وبشكل يومي “.
وفي ذات السياق اعترف رئيس بلدية إيلات في سلطة الكيان، بالضرر الكبير الذي ألحقه إغلاق الميناء من قبل حركة أنصار الله اليمنية ، مضيفا إن “الميناء مغلق منذ أكثر من عام ونصف بسبب هجمات حركة أنصار الله المستمرة لافتا الى أن إغلاقه تسبب بخسائر مالية فادحة تصل إلى الملايين من الدولارات بسبب انعدام النشاط التجاري”.
وستبقى الهجمة الشرسة التي شنها الكيان الغاصب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الوسيلة التي ستُعجل بزوال الكيان الغاصب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى