الجامعة العربية.. بين القاهرة والرياض: نزاع على مفاتيح قاعة فارغة

الحديث عن التنافس والصراع على منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية يبدو في واقعه السياسي جدلا بلا جدوى!! فالجامعة التي يفترض أنها تمثل الكيان العربي الجامع، تحولت منذ سنوات طويلة إلى مؤسسة رمزية، غائبة عن الهموم العربية! فاقدة للفاعلية! ومأسورة بمصالح الأنظمة لا مصالح الشعوب! أما أمينها العام، فكثيرا ما يظهر كصوت بلا تأثير! تتلخص مهامه في قراءة بيانات ختامية تم اعدادها سلفا، ودون أدوات تنفيذ أو رؤية موحدة!! المشكلة ليست فقط في من يتولى الأمانة، بل في مؤسسة أصبحت عاجزة عن تعريف نفسها ودورها في زمن عربي قد ضاق ذرعا بالأزمات ويفيض بالصراعات، والتنافس على هذا المنصب كانّه صراع على ميكروفون في مسرح بلا جمهور!
نحن نحتاج من يبحث عن صوت وموقف لا عن بروتوكول وبلاغة خاوية..! ماذا قدمت الجامعة العربية؟ ليس لها سوى إبداء القلق الموسمي على شاكلة “نعرب عن قلقنا”، “نتابع بقلق”، “نشعر بالقلق”.. وتكرار عبارات الأسف، بينما تمضي الأزمات الكبرى فيها بلا أثر او موقف! فهي لم تردع اي حرب ولم تصد اي خلاف ولم تحل اي ازمة!!
كل المؤشرات تدل على أن الجامعة العربية تدخل خريف عمرها السياسي، تصارع شبح الموت السريري في غرفة إنعاش لم يعد فيها سوى ضجيج الأجهزة، حيث لا نبض ولا قرار!!
ومن ويعلم، لربما يوما ما سنشهد على تشييع الجامعة إلى مثواها الأخير، والبحث عن إنشاء”منظمة عربية” جديدة كما حدث مع تأسيس الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم.. ويقال ان احد الرؤساء العرب كان قد اقترح تحويل مبنى الجامعة العربية إلى فندق، والحقيقة، يجب اعادة النظر حول تطوير الفكرة: مقهى للسياسيين والزعماء المخضرمين، يتبادلون الذكريات، ومشاركة الحنين إلى زمن البيانات الختامية، وهناك، يمكنهم ” إبداء القلق” دون ان يقلق احد، ويمكنهم ذلك دون اي اعتراض ومجانًا مدى الحياة..!