اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

غزة تواصل الصمود وتخوض معارك ضارية مع العدو في ميدان المواجهة

مقاتلون ينبرون من تحت الركام

المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
منذ أكثر من عام، وغزة تواجه أبشع عدوان مُورست فيه جميع أساليب البطش والإبادة الجماعية، تهدمت البيوت وانهارت البنى التحتية وقتل الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، أزمة جوع مفتعلة وحصار يمنع دخول حتى الماء، المجتمع الدولي تخلى عنها، العرب وإعلامهم خارج نطاق التغطية، كل هذا وغزة وأهلها مازالوا يسطّرون أروع صور الصمود والإباء بوجه عدو مدجج بالسلاح ومدعوم عسكرياً من أكبر الدول المصنعة للسلاح، إذ لم يتخلَ أبناء غزة عن أرضهم، رغم محاولات تهجيرهم وتذويبهم في أماكن عدة.
ومع كل ما عانته غزة من ويلات، إلا انها اليوم تقف شامخة أمام جيش الاحتلال الصهيوني، وتواصل حصد أرواح الجنود الصهاينة، لتبقيهم في حالة رعب وخوف، بعدما أصبحت تلك المدينة كابوساً يهدد أحلام ومخططات الكيان الصهيوني ودول الاستكبار العالمي، رغم انقطاع المساعدات الإنسانية والطبية وانعدام الخدمات والموت البطيء الذي يواجهه سكان هذه المدينة الصابرة، التي تقف وحيدة أمام عدو لا يعترف بقواعد الحرب وينتهك كل الحرمات دون ان يكون هناك رادع.
ولأن الشرارة الأولى لانطلاق أية مواجهة بين الكيان الصهيوني والمقاومة الإسلامية دائماً ما تكون من غزة، لذلك نرى دول الاستكبار “أمريكا -بريطانيا” ومعهم الكيان الغاصب يريدون القضاء على سكان هذه المدينة الصامدة ومحو آثارها من الخريطة، وكي لا تواجه انتكاسة جديدة مماثلة لطوفان الأقصى التي شرعت بها حماس ضد إسرائيل، وتعتبر واحدة من أكبر العمليات ضد الاحتلال منذ حرب تموز.
الغزاويون كان باستطاعتهم ان يغيروا المعادلة والخارطة في المنطقة، لولا خيانة العرب وتركهم وحيدين في الساحة، بعد تبنيهم مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني باستثناء دول المحور التي مازالت تمد يد العون لهم، سواء كان عبر محاولة ادخال المساعدات الإنسانية أو مدهم بالسلاح أو عبر عمليات عسكرية من لبنان واليمن.
ويقول المحلل السياسي حيدر عرب الموسوي لـ”المراقب العراقي”: إن “صور الفداء والمقاومة التي يقدمها المقاومون في غزة، لا يعرفها إلا المجاهدين”، مشيراً الى ان “الخذلان العربي ليس جديداً للقضية الفلسطينية”.
وأضاف الموسوي: أن “بعض حكومات الدول العربية تعلمت الذل والمهانة من الدول الغربية وخصوصاً أمريكا وبريطانيا والكيان الغاصب، لذلك هم ينتظرون الأوامر من أسيادهم قبل التصرف بأي شيء”.
وأشار الى ان “أبناء غزة اختاروا طريق المقاومة، ليكونوا أحراراً وليسوا عبيداً للكيان الصهيوني، وبالتالي نلاحظ ونشاهد اليوم، الصمود الأسطوري الذي رسمه الغزاويون، بعد ان تأكدوا بأنه لا يوجد طريق غير المقاومة”.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، شن عمليات من داخل المدينة ضد جيش الاحتلال، إذ أعلن الجيش الصهيوني عن مقتل 4 من جنوده في قطاع غزة، الذين لقوا حتفهم خلال يومين في كمينين أعدتهما المقاومة بمنطقتي جباليا والشجاعية، كما اعترف الاحتلال بمقتل 3 جنود برتبة رقيب أول في معارك شمال قطاع غزة، إضافة الى اعتراف أغلب القادة العسكريين الصهاينة بصعوبة مواجهة المقاومة الفلسطينية التي تقاتل من تحت ركام المباني المهدمة.
في مقابل ذلك، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني، حصاره وعدوانه ضد مناطق غزة، إذ يستمر القصف العشوائي الذي يتمخض يومياً عن سقوط العشرات من المدنيين العزل، فيما يشهد قطاع الصحة، تراجعاً كبيراً ونقصاً بالمستلزمات، إذ أعلنت منظمات دولية عن انهيار القطاع الصحي بشكل كامل، وان المرضى يواجهون موتاً جماعياً بطيئاً، ناهيك عن الوضع الإنساني وأزمة الجوع ونقص الطعام التي يعيشها سكان القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى