أخطبوط التطبيع يلتف حول عنق سوريا ويسحبها الى المحور الصهيوني

السمسار السعودي يتبنى المشروع
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
كثر الحديث الأمريكي والإسرائيلي خلال المدة الماضية عن إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، بما يخدم المصالح الإسرائيلية، ويبدو أن هذه العملية بدأت تُنفذ عبر توسيع التطبيع مع الكيان الغاصب، الذي تتبناه أغلب الدول العربية، سيما دول الخليج، لتستطيع قوى الاستكبار العالمي بسط نفوذها والاستيلاء على مقدرات المنطقة دون أن تواجه مقاومة أو اعتراضا.
أمريكا والكيان الصهيوني يعلمان جيداً بأن محور المقاومة الإسلامية هو الجهة الوحيدة التي تقف بوجه مشاريعهما التوسعية في المنطقة، واستطاعت المقاومة أن تُفشل أكثر من مرة المخططات الغربية، وبالتالي حاولت وما زالت تحاول تفتيت المحور وقطع خطوط الإمداد بين دوله لضمان تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد التي تجعل من الدول العربية دويلات تحت سيطرة إسرائيل، وبالتالي فأن بوابة التطبيع هي أفضل الخيارات أمام الدول الغربية، خاصة مع وجود أرضية خِصْبة لتطبيقه في ظل التأييد العربي لهذا المشروع.
سقوط سوريا بيد الجماعات الإجرامية يُعتبر فرصة تأريخية لأمريكا والكيان الصهيوني لتوسيع عمليات التطبيع، سيما أن الجولاني وحكومته شرعا الأبواب أمام توطيد العلاقة مع إسرائيل عبر السماح باحتلال أجزاء واسعة من سوريا، بعد أن كانت عصية عليها، لذا فأن سوريا أضحت اليوم عبارة عن مستوطنة إسرائيلية تتصرف فيها كيفما تشاء.
وتقول مصادر سياسية مطلعة إن لقاء ما يعرف “أبو أحمد الجولاني” وترامب الذي تم برعاية سعودية في وقت سابق، كان أبرز نقاطه هو التطبيع مع الكيان الصهيوني وفتح أبواب التبادل الدبلوماسي والسماح لجيش الاحتلال بالتقدم والقيام بعمليات، مقابل رفع العقوبات التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب، وتشير المصادر ذاتها الى أن التعاون ما بين العصابات الإجرامية والكيان الغاصب تطورت كثيراً وهناك اتفاقات فيما يتعلق بالخطاب الإعلامي وتسهيل الحركة التجارية بين الجانبين.
وكشفت وسائل إعلام صهيونية النقاب عن محادثات مباشرة جرت بين الكيان الصهيوني ودمشق شارك فيها من الجانب الإسرائيلي مسؤولو مجلس الأمن القومي ورئيس شعبة العمليات في الجيش اللواء عوديد بسيوك ومن الجانب السوري ممثلون عن الجولاني وُصفوا بالمقربين منه وبحضور مسؤولين أتراك، وتم الاتفاق على الحدود الجديدة المتعلقة بهضبة الجولان وغيرها من التنازلات التي قدمت للجان الإسرائيلية مقابل فتح أبواب الاستثمار الأجنبي والمساعدات المالية السعودية والأموال الخليجية للاستثمار في سوريا ودعمها سياسياً.
وحول الموضوع يقول المحلل السياسي د. رعد هادي جبارة لـ”المراقب العراقي” إنه “بعد سقوط نظام بشار الأسد ظهرت بوادر كثيرة على اتجاه سوريا نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيراً الى أن الجولاني وعصاباته جاءوا على ظهر الدبابات الامريكية والتركية”.
وأضاف جبارة إن “أمريكا فرضت على الجولاني الكثير من الأمور خلال لقائه ترامب في السعودية وأهمها القبول بالمشروع الإبراهيمي، والسماح لقوات الاحتلال البقاء على الأراضي السورية التي تعتبرها إسرائيل خطراً عليها وتريد أن تؤمن بها حدودها”.
وأشار الى أن “ما يحصل من تمدد صهيوني في الأراضي السورية لم يجرِ منذ 40 سنة، مبيناً أن ” بعض الخفايا تؤكد أن هناك تعاوناً تركياً إسرائيلياً ومحادثات جرت في أذربيجان من أجل صياغة برنامج لتقسيم سوريا وفقاً لخارطة الشرق الأوسط الجديد”.
وأوضح جبارة أن “الشعب السوري سيرفض هذه التحركات ولا يقبل بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وحتى الشعوب العربية الأخرى ترفض هذا المشروع، والكلمة اليوم للشعوب وسترفض ظلم حكوماتها يوماً ما والدليل أن الثورات التي حصلت في بعض الدول العربية جاءت نتيجة سخط الشعوب على الحكومات”.
وبعد أن كان التقارب السوري مع الكيان الصهيوني من المحرمات على مدى سنوات طويلة، أصبح اليوم من المسلمات إذ باتت دمشق حاضنة جديدة للتطبيع على غرار الدول الخليجية ومصر والأردن وبقية الدول التي رفعت شعار التقارب مع الكيان الصهيوني، ظناً منها أن هذا سيجنبها نيران التمدد الأمريكي والغربي في المنطقة.
وفي وقت سابق أعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، جلب 2500 وثيقة وصورة وأغراض شخصية كانت ضمن الأرشيف السوري الرسمي الخاص بعميل جهاز الموساد إيلي كوهين.
الذي أدى مهمات استخبارية حتى انكشاف أمره وإعدامه في الستينيات، تصدر اسمه محركات البحث على الإنترنت خلال الساعات الماضية، إذ طفت إلى السطح وصية أخذها كيان الاحتلال ضمن مئات المستندات كتبها الجاسوس الشهير قبل ساعات من إعدامه في 1965 في ساحة المرجة بدمشق.



