شلل تام يضرب جسد مهرجي القمم وبيانات جوفاء تعجز عن إنقاذ غزة

دعاة تطبيع وقرارات تنعى العروبة
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
احتضنت العاصمة بغداد، أعمال القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، وسط استمرار العدوان الصهيوني على غزة، وتفاقم الأزمة الإنسانية ونقص الغذاء في القطاع، إذ لم تأتِ قمة بغداد بشيء جديد لقضايا الأمة سوى خطابات وبيانات الاستنكار لما يحدث في فلسطين وغزة، ودعوات لإنهاء الحرب لا يسمعها سوى الحاضرون في قاعة الاجتماع، لذلك ستكون القمة حالها كحال سابقاتها، لا تقدم أي حلول على أرض الواقع وتقتصر على الدعوات التي لا تقدم شيئاً للشعوب المظلومة.
ومنذ سنوات، باتت القمم التي تعقدها جامعة الدول العربية فارغة، ولا يمكن ان تشكل مخرجاتها ورقة ضغط يمكن ان تستفيد منها البلدان العربية المتضررة، وتقتصر على خطابات غير مقنعة وبعيدة عن الواقع، حتى أصبحت حدثاً عابراً لا يشغل وسائل الإعلام العالمية، ولاسيما ان أغلب الحاضرين يقولون شيئاً وينفذون شيئاً آخر غير الذي تم الاتفاق عليه، الأمر الذي أفقد القمم العربية قيمتها وجعلها مؤتمرات لاستعراض الكلمات لا أكثر.
وأكثر ما يثير الاستغراب في القمم العربية، ان أغلبية الوفود المشاركة هي نفسها تتبنى دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وقدمت غزة على طبق من ذهب لأمريكا وإسرائيل، وتؤيد حل الدولتين وتدعم المخططات الأمريكية سواء كان خلف الإعلام مثل مصر والأردن أو علناً مثل دول الخليج التي يصرّح ملوكها بضرورة التطبيع، ويعادون البلدان التي ترفع لواء مقاومة الاحتلال والمخططات الغربية في المنطقة، وهو ما يجعل من القمم العربية فارغة المحتوى وعبارة عن جرد للمشاكل التي تعاني منها الأمة دون وضع حلول جدية لمعالجتها.
وتأتي القمة في أعقاب اجتماع طارئ عقد في القاهرة في آذار الماضي، تبنى خلاله القادة العرب، خطة لإعادة إعمار غزة تتضمن عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، في مواجهة مقترح أمريكي مثير للجدل يقضي بتهجير السكان ووضع القطاع تحت إدارة أمريكية مباشرة.
وحول هذا الموضع، تقول النائبة عن كتلة صادقون النيابية زهرة البجاري في تصريح لـ”المراقب العراقي”: “نتأمل ان تكون هذه القمة تختلف عن سابقاتها وان تكون مخرجاتها تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وتنهي الصراع الدائر في المنطقة”.
وأضافت البجاري: أن “العراق أكد موقفه من خلال كلمة رئيس الوزراء وجدد رفضه لعمليات تهجير الفلسطينيين وضرورة إيقاف مجازر الإبادة الجماعية ضد أهالي غزة”.
وأوضحت البجاري: أن “القمة العربية يجب ان تركز على انهاء دعوات التطبيع التي تتبناها بعض الدول العربية، واحلال السلام بطرق تحفظ للشعوب العربية كرامتها، داعية الى ان لا تكون نتائج القمة مجرد بيانات وتصريحات”.
وبينت: ان “القمة العربية انعقدت في ظل أوضاع استثنائية تعصف بالمنطقة خاصة في اليمن وغزة والجنوب اللبناني، لذلك فأن انعقادها كان ضرورياً لمعالجة الأزمات التي تمر بها المنطقة”.
وتنعقد هذه القمة وسط تغيرات إقليمية بارزة، من بينها استمرار العدوان الصهيوني على غزة، بالإضافة الى تمدده داخل الأراضي السورية ومحاولة السيطرة على القرى في جنوب لبنان، فيما تتعرّض اليمن وعلى وجه الخصوص حركة أنصار الله اليمنية الى عمليات إبادة يومية، دون ان يتخذ المجتمع الدولي أي إجراءات لردع الكيان الغاصب، فيما تتواصل المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وسط مؤشرات بإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد.
يشار الى ان القادة العرب طالبوا في البيان الختامي للقمة العربية الرابعة والثلاثين، المجتمع الدولي بـ”الضغط من أجل وقف إراقة الدماء” في قطاع غزة، حيث يستمرّ القصف الإسرائيلي الكثيف، داعين دول العالم الى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، للضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة في غزة بشكل عاجل.
كما جدد المجتمعون، رفضهم القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدين، ان الهدف من القمة العربية هو توحيد جهودنا وتحقيق مصالح شعوب منطقتنا، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية ومطالبة بوقف فوري للنار في غزة.
وانطلقت ظهر، أمس السبت، في بغداد، القمة العربية الـ34 تحت شعار “حوار وتضامن وتنمية” لبحث قضايا ملحة، أبرزها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا والسودان ولبنان وغيرها من الملفات الساخنة في المنطقة، وشارك في القمة بعض القادة والزعماء العرب، والأمناء العامون لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب عشرات الضيوف من الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الدولية.



