الحرب الكبرى قبل ظهور الإمام المهدي (عج)

تذكر الروايات أنّ أحد أحداث ما قبل ظهور الإمام المهدي (عج) هو حصول حرب كبيرة تؤدي إلى قتل وموت غالبيه الناس، أو عدد هائل من النّاس في وقتها، واختلفت الروايات منها ما ذكر أنّه:
– يُقتل ثلث النّاس (أي 33.33%)، و يموت ثلثهم.
– يذهب ثلثا النّاس (أي 66.66%).
– يموت خمسة أسباع النّاس (أي 71.4%).
– يذهب تسعة أعشار النّاس يذهبون (أي 90 %).
والروايات في هذا متعددة:
ثلث النّاس قتلا وثلثهم موتا (66.66%)
في التشريف بالمنن للسيد ابن طاووس، الراوي: قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً يَقُولُ: «لاَ يَخْرُجُ اَلْمَهْدِيُّ حَتَّى يقتل ثلث، وَيَمُوتَ ثلث، ويَبْقَى ثلث»، يعني مجموع الموت والقتل ثلثان، 66.67% من النّاس.
يذهب ثلثا النّاس (66.66%)
وفي الغيبة للطوسي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسلم وَأبِي بَصِيرٍ قَالاَ سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لاَ يَكُونُ هَذَا اَلْأَمْرُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثَا اَلنَّاسِ فَقُلْنَا إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اَلنَّاسِ فَمَنْ يَبْقَى، فقال: أما تَرْضَوْنَ أنْ تَكُونُوا فِي الثلث اَلْبَاقِي».
يُقتل ويموت خمسة أسباع النّاس (71.4%)
وفي كمال الدين ونقلها عنه المجلسي في البحار عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: «قُدَّامَ اَلقائِم مَوْتَتَانِ مَوْتٌ أَحْمَرُ وَمَوْت أبيض حَتَّى يَذْهَبَ مِنْ كُلِّ سَبْعَةٍ خَمْسَةٌ، اَلْمَوْتُ اَلْأَحْمَرُ اَلسَّيْفُ وَالمَوْتُ الابيض اَلطَّاعُونُ».
يذهب تسعة أعشار النّاس (90 %)
وقد روي في غيبة النعماني عن زرارة قَالَ: «قُلْتُ لأبي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلنِّدَاءُ حَق، قالَ: إِي وَاَللَّهِ حَتَّى يَسْمَعَهُ كُلُّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ، وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لاَ يَكُونُ هَذَا اَلْأَمْرُ حَتَّى يَذْهَبَ تِسْعَةُ أَعْشَارِ اَلنَّاسِ»4.
يُقتل سبعة أتساع (77.77%)
وفي كتاب الفتن للمروزي عن ابن سيرين «لا يخرج المهدي حتّى يقتل من كلّ تسعة سبعة»، الفتن، نعيم بن حماد المروزي، ص ٢٠٦، و نقله العرف الوردي في أخبار المهدي، جلال الدين السيوطي، ص ١٣٤، و كذلك ذكرها السيد ابن طاووس في كتاب التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر (ع))، ص١٦٣.
ومن الروايات الدالة على الموت وتناقص البشرية قبل الظهور ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام «لاَ يَزَالُ اَلنَّاسُ يَنْقُصُونَ حَتَّى لاَ يُقَالَ اَللَّهُ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ اَلدِّينِ بِذَنَبِهِ فَيَبْعَثُ اَللَّهُ قَوْماً مِنْ أطْرافِهَا، فَيَتَوَافَوْنَ مِنَ اَلْآفَاقِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ [رَجُلاً] عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ».
الحرب قبل الظهور
التعبير في بداية الروايات يبيّن سبق القتل والموت الهائل على ظهور الإمام (عج) لأنّها ذكرت «لاَ يَخْرُجُ اَلْمَهْدِيُّ حَتَّى يُقْتَلَ ثُلُثٌ»، «قدامَ القائم مَوْتتانِ مَوْتٌ أَحْمَرُ ومَوْتٌ أَبْيَضُ»، «لاَ يَكُونُ هَذَا اَلْأَمْرُ حَتَّى يَذْهَبَ ثلُثا اَلنَّاسِ»، فيكون خروج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بعد هذا القتل والموت أو الحرب والوباء و الصراعات الكبرى التي تؤدي إلى هلاك قسم كبير من البشرية من على جه الأرض.
ولكنها قريبة من وقت ظهور الإمام، والموت الأبيض هو بالأمراض أو الفايروسات وبتعبير الرواية بالطاعون، ويشير كلام أمير المؤمنين عليه السلام، قَالَ: «بَيْنَ يَدَيِ القائم مَوْتٌ أَحْمَرُ ومَوْتٌ أَبْيَضُ، وَجَرَادٌ فِي حِينِهِ وَجَرَادٌ فِي غَيْرِ حِينِهِ كألوان اَلدَّمِ، فَأَمَّا اَلْمَوْتُ اَلْأَحْمَرُ فَالسَّيْفُ وَ أَمَّا اَلْمَوْتُ اَلْأَبْيَضُ فَالطَّاعُونُ» وفيه «وَ جَرَادٌ فِي غَيْرِ حِينِهِ أَحْمَرُ كَالدمِ».
الموت أحمر وأبيض
والخلاصة أنّه ستكون حرب طاحنة تُستعمل فيها أسلحة فتاكة تؤدي إلى قتل وموت هلاك و دمار، كما تنتشر أمراض، فسيكون هناك «مَوْتٌ أَحْمَرُ وَ مَوْتٌ أَبْيَضُ». ونتيجة لاستعمال الأسلحة يقتل ثلث الّناس أو أكثر بالسلاح والدماء و الجروح و هو الموت الأحمر بمعنى القتل و فيه دماء و جروح و آثار جروح، و يموت ثلثهم نتيجة للأوبئة و الأمراض و الآثار الجرثومية و الكيمائية للحرب و هو الموت الأبيض، موت لا دماء فيه و لا جروح، و يبقى ثلث واحد منهم المؤمنون، و كل هذا قبل خروج الإمام (عج).
و يمكن فهم ترجيح من الروايات بتغليب احتمال الحرب بالأسلحة على الوباء و الفايروسات، ذلك أنّ الوباء إذا نزل فلن يكون أحد بمنأى عنه في هذا الزمن مع سرعة و سهولة التنقل و المواصلات، و ليس الحرب كذلك.
و في تقديم الموت الأحمر على الأبيض قد يكون إشارة إلى أنّ الموت الأبيض دون دم، يأتي بسبب الموت الأحمر بسبب الأسلحة الحربية مع الدم، حيث يُقتل النّاس بأعداد هائلة دون التمكن من تجهيزهم وموتهم فتنتقل الأوبئة والأمراض بسبب ذلك مع وجود بقايا الآثار التي استخدمت في القتال وآلات الحرب.