بغداد مركز الكون في لوحات التشكيلي ضياء حسن

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي..
يرى الناقد رحيم يوسف، إن التشكيلي الدكتور ضياء حسن، ينظر الى بغداد على إنها مركز الكون، ويبحث في معرضه الجديد الذي يحمل عنوان “أغوار المدينة” عن روح بغداد من خلال أغوارها، والبحث في الظاهر والمخفي من معالمها، بأضرحتها وقبابها ومنائرها.
وقال يوسف في تصريح خص به “المراقب العراقي”: أن “يكرس الفنان حياته للفن، فهذا يعني من ضمن ما يعنيه انه يعيش الفن في أدق تفاصيل حياته ويومياته، ويتحول الى منتج للفن كنتيجة طبيعية لذلك التكريس، هكذا هو الفنان الدكتور ضياء حسن الذي عاد من هجرته القسرية باتجاه الوطن، ليمارس التدريس في كلية الفنون الجميلة في محافظة بابل، بالإضافة لعمله على مشروعه الفني الجمالي الذي يعرضه للتلقي من خلال معارضه الفردية التي يقيمها بين الحين والآخر، وبعد معرضه (زهرة الصبار) الذي اقامه في قاعة أكد للفنون ببغداد، ها هو يعود مجددا في معرضه الجديد الذي يقام في ذات القاعة والذي بدأ اعتبارا في يوم السبت الماضي الموافق لليوم الثاني عشر من الشهر الجاري تحت عنوان (اغوار المدينة)، والفنان هنا ينتقل من البحث في الذات التي تمثلها زهرة الصبار المعروفة باختلافها الى البحث في ذات المدينة وأعني معالمها وموجوداتها في أغوارها”.

وأضاف: إن “المدينة هنا هي بغداد التي ينظر الدكتور ضياء اليها باعتبارها مركز الكون، والتي تمتد الى أعماق تأريخية سحيقة، فليس ببعيدة عنها آثار عكركوف أو طاق كسرى أو التلول الاثارية، أو حتى مدينة كوثا التي سأل عنها الإمام علي ( ع ) فأجاب (بانني من كوثا) على اعتبار ان نسبه يرجع الى النبي ابراهيم المولود في كوثا وهي مدينة جبلة حاليا”.
وأوضح: إن “الدكتور ضياء حسن يبحث في معرضه هذا عن روح بغداد من خلال أغوارها، والبحث في الظاهر والمخفي من معالمها، بأضرحتها وقبابها ومنائرها، هو يستنبط الروح الحية من خلال تلك المعالم كما فعل الكثير من الفنانين الكبار ممن سبقه بذلك الاتجاه، ولعل نصب الشهيد للفنان الكبير اسماعيل فتاح الترك خير دليل على ذلك عبر استثماره للقبة التي شطرها الى نصفين والذي يعد من علامات العاصمة الكبرى لفرادة الفكرة وعمق معناها الفلسفي”.

من جهته، قال الدكتور ضياء عن معرضه الجديد: ان “المعرض عبارة عن بحث بالدرجة الاساس، يتم فيه اختيار العنوان الرئيس ومن ثم تحديد الأهداف التي يحاول الوصول لها، من اجل وضع الفرضية التي قد تتحقق أو لا، وفق إطار نظري محدد، ووضع مؤشرات البحث كالرموز والأشكال، حتى الوصول الى النتيجة النهائية، وهكذا اسست ونفذت معرضي (أغوار المدينة) الذي يتكون من خمسة وعشرين عملا فنيا بأحجام مختلفة وفق اسلوبي الذي يعتمد على التجاورات اللونية كما هو معروف”.
وأضاف: إن “ما يميز المعرض الحالي هو التركيز على جوانب العاصمة بغداد التي تكون خافية على الشخص العادي، بينما المتخصص في الفن التشكيلي يرى في هذه الجوانب، مفاتيح جديدة لبلوغ الأبواب الخفية للدخول الى سحر بغداد وهو ما أبحث عنه في جميع أعمالي، سواء كانت القديمة أو الجديدة التي ضمها المعرض”.