اخر الأخبارالمراقب والناس

زراعة الخس تواجه الانقراض في سامراء

باتت زراعة الخس تواجه مخاطر هجمات قطعان الخنازير في إتلاف مساحات من الأراضي الزراعية ، ما يؤدي إلى خسائر ماديةٍ إضافيةٍ.

هذا هو حال أغلب مزارعي قضاء سامراء في محافظة صلاح الدين، الذين يعانون من هجمات متزايدة للخنازير البرية التي تستهدف بساتينهم ومحاصيلهم، وتكبدهم خسائر مالية كبيرة، وسط مخاوف من اتساع رقعة الهجمات وامتدادها إلى مناطق جديدة.

ويقول الحاج أحمد حسن : إن “الزراعة هي مهنة الآباء والأجداد، ومنذ أكثر من 60 عاماً نزرع الخس في أطراف سامراء، مستفيدين من قرب الأراضي من مصادر المياه. هذه مهنتنا الوحيدة التي نعيش منها ونعيل عوائلنا”.

ويضيف بحزنٍ بادٍ على ملامحه: “الخنازير باتت مصدر قلق وخطر حقيقي على الزراعة في ريف قضاء سامراء؛ إذ تكاثرت بشكل لافت وتسببت بتدمير مساحات واسعة، حيث تتسلل ليلاً إلى المزارع وتقتلع الزرع من جذوره، ما يُلحق أضراراً كبيرة بمحصول الخس”.

وأشار إلى أن” من أصل 15 دونماً مزروعة بالخس (المعروف بجودته وطعمه اللذيذ، والذي يشتهر به ريف سامراء وأطراف بغداد) تعرضت مساحات كبيرة للتجريف والتدمير، مخلِّفة خسائر تُقدَّر بالملايين”.

وأوضح أن “هذه الحيوانات تؤذي المحصول، فتأكل جزءاً بسيطاً وتترك بقية النبتة مقتلعة ومدمرة”.

وانتشرت قطعان الخنازير البرية بكثرة في صلاح الدين ومحيطها، بخاصة بعدما خلت من ساكنيها عقب سيطرة تنظيم داعش على مدنهم في عام 2014، وما تلاها من عمليات عسكرية وتمتاز هذه الخنازير بحجمها الكبير وشراستها وعدوانيتها.
من جانبه، يؤكد المزارع يوسف جهاد: أن “الخنازير البرية تتجمع في مجاميع وتهاجم البساتين المزروعات، خصوصاً الخضراوات الثابتة في الأرض كالخس، كما أن الكمائن والفخاخ غالباً ما تفشل في الحد من أعدادها؛ فهي شديدة الذكاء وقوية البنية، ولذلك نلجأ في بعض الأحيان إلى إطلاق النار عليها لتقليل أعدادها، لكننا بالكاد نقضي على نسبة ضئيلة منها، في وقتٍ تتكاثر فيه بصورة سريعة”.

أما الصياد محسن عبدالله فيروي كيف بدأت أعداد الخنازير تزداد على نحوٍ ملفت في الآونة الأخيرة، “:”الخنازير لم تكن قريبة من أطراف المدينة بهذا الشكل في السابق، لكنها الآن تخرج من جحورها مع حلول المساء وتسير على شكل قطعان. مؤخراً قام أحدها بمهاجمة أبنائي في البساتين القريبة من نهر سامراء باتجاه مدينة الضلوعية، ونخشى على أطفالنا وعوائلنا من خطرها”.

وأوضح أن اصطياد الخنازير ليس أمراً سهلاً؛ إذ قد يتراوح وزن الخنزير الواحد ما بين 150 إلى 250 كغم، ويحتاج الأمر إلى صيادين مهرة لتفادي مخاطره أثناء المواجهة.

ودعا لحملة حكومية منظمة لمكافحة انتشارها في القرى والبساتين المحاذية لنهر سامراء وعلى طول نهر دجلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى