اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

وزير الخارجية التركي في بغداد لبحث القضايا الإقليمية وملف المياه خارج الحسابات

هل تضع زيارة فيدان حداً للانتهاكات؟
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى العراق في نيسان الماضي، وسعت أنقرة عملياتها العسكرية شمال البلاد بحجة استهداف عناصر حزب العمال الكردستاني، اذ وصل التوغل التركي الى حد إقامة نقاط ثابتة والاستيلاء على مناطق معينة، بالإضافة الى أن ملف المياه بين الجانبين ظل عالقاً ولم تسفر الاتفاقيات التي أعلنت عنها بغداد في وقت سابق عن إنهاء المشاكل التي تفاقمت خلال السنوات الماضية.
ويأمل مراقبون سياسيون وأكاديميون في العراق ان تكون زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الى بغداد مثمرة وأن يتم فتح جميع الملفات العالقة، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، مطالبين بعقد اتفاقيات جديدة بين الطرفين من شأنها إيقاف الزحف التركي في قرى شمال البلاد، وأن لا تكون مجرد زيارة بروتوكولية لبحث أوضاع المنطقة او زيارة مبهمة لا تُعرض نتائجها للرأي العام.
ووصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس الأحد، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية، والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية فؤاد حسين وبعض المسؤولين والقيادات السياسية لبحث القضايا والعلاقات الثنائية وسبل مكافحة الإرهاب كما ورد في بيان الحكومة العراقية.
وتشير تسريبات حكومية الى أن فيدان يحاول التمهيد لعقد اجتماع في العراق بين وزير خارجية ما تسمى الإدارة السورية الجديدة ووزير الخارجية العراقي وبحضور ممثل عن تركيا وممثلين عما تُعرف بقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مؤكدة أن هذا الملف لن يطرح لوسائل الاعلام وتعمل عليه تركيا منذ عدة أيام بدعم من قطر لكن بغداد رفضت في وقت سابق هذا المقترح.
وحول الموضوع يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مختار الموسوي لـ”المراقب العراقي” إن “زيارة وزير الخارجية التركي الى العراق بحثت القضايا العالقة بين الطرفين ونأمل أن تكون هناك حلول للمشاكل”.
وأضاف الموسوي أن “ملف التغيير في سوريا ومحاربة الإرهاب ابرز القضايا التي تمت مناقشتها مع الجانب التركي، داعياً الحكومة العراقية الى توقيع اتفاقيات تلزم انقرة باحترام سيادة البلد وإيقاف التجاوزات على القرى الحدودية”.
وأشار الى أن “العراق يجب ان يبحث عن مصالحه فقط خلال هذه الزيارة، لأن الجميع اليوم يتحدثون عن مصالح بلدانهم بعيداً عن المشاكل الدولية والإقليمية”.
ودعا الموسوي الى “مناقشة ملف المياه وجعله في مقدمة القضايا خاصة أن العراق عانى كثيراً من قلة الامدادات التركية، التي تسببت بنزوح كبير من الريف الى المدن، سيما في المناطق الجنوبية”.
ووفقاً لبيان الجانبين فأن ملف المياه لم يكن ضمن القضايا التي طرحت خلال زيارة فيدان، الامر الذي فسره مراقبون بأن أوضاع المنطقة وحزب العمال ومواجهة الإرهاب طغت على الجوانب الأخرى، فيما يرى مختصون بالشأن البيئي أن العراق مقبل على موسم جفاف في ظل قلة الامطار والمخزون، لذلك لا بد من عقد اتفاقيات مع دول المنبع تضمن حصصه.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة فأن زيارة فيدان ركزت على وجود حزب العمال الكردستاني، والتشديد على ضرورة التنسيق العراقي – التركي لمواجهة الحزب خلال المرحلة المقبلة، مشيراً الى ان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لم يبدِ امتعاضه من العمليات العسكرية التركية في شمال البلاد، فيما أكد السوداني ضرورة تفعيل اتفاق أمني عسكري لضبط الحدود ومنع تحرك عناصر حزب العمال، التي من شأنها أن تحدد مسار العمليات وتضع حداً للانتهاكات العسكرية التركية المستمرة في العراق.
الجدير بالذكر أن القوات التركية تواصل عملياتها العسكرية في شمال العراق، وزادت تلك العمليات خلال الأيام القليلة الماضية دون ان تتخذ بغداد او أربيل أي خطوة باتجاه وقف الانتهاكات التي بدأت تطال مواطني القرى وتسببت بمقتل العشرات من أبناء تلك القرى وهلاك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية نتيجة تركها خشية القصف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى