اخر الأخبارثقافية

منحوتات هادي عباس .. تراكيب جمالية من أساطير العراق القديم

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…

ترى الناقدة نبراس هاشم أن منحوتات هادي عباس تمثل في مجموعها تراكيب جمالية من أساطير العراق القديم التي توحي بالإبداع الرافديني الكبير .

وقالت في قراءة نقدية خصت بها ” المراقب العراقي”: “يقول أريك نيومان في الأم العظمى (لو توحدت الأساطير وتعتبر كتراكيب جمالية ذهنياً فأنها بهذه الحالة تدمج الفكرة والعاطفة في الصورة) .. هذا ما التمسته في منجز الفنان هادي عباس على أرض واحة أكد للفنون فقد قدم منجز حقبة أيام من الصعب عدها حسابياً بالنسبة لعمق منجزه الفعلي المستمر على مدى أيام طوال وهو لا يمل ولايكل من مسك الإزميل والمطرقة ليظهر الشخوص والأحداث والأشكال ما

 بين الطبيعة والإنسان وقد يوحدها بأشكال كما يذكرها التأريخ ( طوطمية ) فهي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع “.

وأضافت: إن” الأجمل كما ألتمسه أنني عندما ازور موقع عمله وأسرح في التأمل بمنجزه تأخذني رحلة إلى السنين الماضية وكأنني أرى منتج الرواد بين فائق حسن وجواد سليم وميران السعدي وخالد الرحال الرائع وبعض منجزات محمد غني حكمت وآخرين من صنعوا تأريخاً للفن التشكيلي العراقي وكأنني أتجول بين هواجسهم وأتفق عما ذكره الاستاذ ماضي حسن أن “التذوق من مكنونات الشعور بالإدراك الحسي والتأملي داخل النفس والتأمل الفكري” في الفن وجدلية التلقي وكأن أبناء كل جيل يحملون نفس المكنونات والهواجس”.

وتابعت:” ولهذا تبدو التأثيرات لكل جيل واضحة على المنتج التصميمي للفكرة التي يوثقها ويعبر عنها وهنا يكون التعبير على قدر التأمل الذي يبحر به الفنان ولهذا قد يقوم البعض بمقارنات شكلية او أسلوبية لأنه قد يجهل كل جيل له صفاته الأدائية  في الإظهار وأدوات التعبير من الممكن أن تساعد على كشف مدى عمق تجربته، ويذكر الفنان هادي عباس كلما كانت الأفكار بسيطة استطعت أن تظهرها بحب وجمال اي ليست الفكرة بمدى تعقيد الفكرة وإنما القدرة على توضيحها وإظهارها بالأقرب إلى الذات الانسانية التي أصبحت تحتاج إلى الشفافية والتبسيط “.

وأوضحت :أن ” هادي عباس عاصر وعاش وتتدرب وجرَّب مع مجموعة كبيرة من النحاتين وانتهج الاسطورة والأثر التأريخي في منتجه قد يقول البعض انه متأثًر بفلان او فلان ولكن الآخرين هم امتداد لمؤثرات أخرى ولكن يقول سانتيانا ان الخوف من نجاح المثير يطلق إسقاطات حتى يسير الجميع بنفس خط المضمار”.

 وبينت : أن “المشاكل وشحة الثقافة في وسطنا التشكيلي تؤدي إلى احباط المنتج الجميل المثير والأرقى عند الفنان هادي عباس انه يرتقي على كل الإسقاطات والتهم من خلال منتجه وإثرائه في العمل وإلى حدٍما اندثر المنتج النحتي بمادة الخشب للأسف بينما في احدى الحقب الزمنية كان هو النهج التنافسي للعمل”.

واشارت الى أن” التكنولوجيا أثرت على الكثير من النتاجات غير الصادقة بدل ان يؤثروا بها تعُد من ضمن المصداقية بين العامل في الفن وما ينتجه كي يتحول المنُتج إلى ( مُنجز ) وتعد هذه من ضمن اشكاليات الفهم والمعرفة والوعي الذي يرتقي عليه الكثير .. خلقت المدارس او كما أسميها التجارب المعاصرة بإشكالية تعبيرية متداخلة اقتنصها من يحب الفن بدافع التعبير عما أحب من خلال المدونات الرثة كما أطلق عليها أفلاطون اذ يقول لا حقيقة للفن سوى في عالم المثال “.

وأكملت :”من الممكن جدا ان تتم مناظرات بين التجريدية الامريكية والكلاسيكية الاوروبية المسترخية والتي استمد منها الفن العراقي منجزه منذ بداياته .. وأعتقد هذا ما يتقصد الاشتغال عليه الفنان النحات هادي عباس .. ودائماً أخبره لو كنت أملك موقعاً تعليمياً لاستقدمتك للتعليم الجاد الاحترافي .. وأؤكد ان هذا الفنان من خلال منجزه غير متأثر بأحد  وهو يعتز بانتمائه إلى جيل الرواد وعاصرهم بحب وحرص واحترام كما هو واضح في بصماته في لوحاته القديمة ، حتى عندما تحاوره يأخذك إلى تلك التجارب والبصمات والحكاوي التي تنتمي للحب والطيب والعطاء والصدق “.

وختمت بالقول :”عندما أتحدث عن منجز  الأستاذ النحات هادي عباس أنطلق جداً في الرؤى التي تخالجني ، فقط أخيرا أقول كم كان طلبته محظوظين بانتمائهم له لأنه حريص على العمل والإنتاج ولو في أفكاره ومخيلته القناصة الذكية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى