طبيبة تقدم وعياً صحياً خارج المختبر

من خلف طاولة التحاليل والأنابيب، تخرج كنار العزاوي بمحتوى مختلف لا يسوّق منتجاً ولا يلاحق “ترند”، بل يعيد تشكيل الوعي الطبي من جذوره.
الطبيبة البغدادية، مواليد 1998، قررت أن تكون رسالتها أوسع من جدران المختبر، فبدأت بمشاركة المعرفة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتبسيط مفاهيم التحليلات المرضية وتصحيح المعلومات المغلوطة التي أصبحت شائعة في المجتمع.
كنار، المتخصصة في تقنية التحليلات المرضية، نشرت أكثر من ثلاثين حلقة توعوية تناولت مواضيع معقدة بلغة بسيطة، كان من أبرزها الفحص المبكر للتليف الكيسي، لما حملته الحلقة من أبعاد إنسانية وعلمية أثارت اهتمام المتابعين. تقول إن أكثر ما تواجهه هو تمسك الناس بالمفاهيم القديمة، لكن إصرارها على التوعية يزداد كلما رأت كيف يمكن للمعلومة الصحيحة أن تنقذ حياة.
تحذر كنار من الاعتماد الأعمى على كثرة المختبرات ورخص أسعار الفحوصات، مؤكدة، أن الصحة لا تقاس بالفاتورة، بل بالفهم العميق لما يحدث داخل أجسادنا.
من خلال تجربتها التطوعية مع منظمة “أمنية”، اقتربت من حالات نادرة مثل العظم الزجاجي والتليف الكيسي، لتتعرف على معاناة المصابين عن قرب وتقدم لهم دعماً نفسياً إلى جانب الوعي الصحي.
كنار العزاوي لا تكتفي بالتشخيص والتحليل، بل تختار أن تكون صوتاً للمعلومة في زمن يضج بالأصوات، ومصدر ثقة في عالم يبحث فيه الناس عن إجابات وسط فوضى من الادعاءات.



