عين واحدة ترى الحياة بأكملها

في عالم يتوقف كثيرون فيه عند حدود الشكل، اختارت فاطمة كريم أن ترى ما هو أعمق من المظهر، لم تكن ولادتها بعين واحدة نهاية الطريق، بل كانت بدايته، بداية لرحلة إصرار، ولغة خاصة من الفن، ورسالة قوة تتحدث بها ألوانها قبل كلماتها.
فاطمة، الشابة البغدادية المولودة عام 1997، واجهت منذ طفولتها تحديات التنمر والنظرات القاسية، لكنها لم تسمح لها بأن تحجب رؤيتها المختلفة للعالم÷، بعين واحدة فقط، رأت الحياة بألوانها، وقررت أن تجعل من الفن مساحة لتفريغ الألم وصناعة الجمال.
تقول فاطمة: لم تكن عيني الاصطناعية نقطة ضعف، بل بوابة للحديث عن الشجاعة. نشرتها أمام الجميع حتى أكون صوت كل من يخشى الظهور أو يهاب نظرة الآخرين.
وقد تحقق حلمها الذي لطالما سعت خلفه بدخول كلية الفنون الجميلة، لتبدأ فصلاً جديداً من التعبير البصري الذي ترى من خلاله ما قد لا تراه العيون المكتملة.
رحلة فاطمة لم تقف عند حدود الريشة واللوحة، بل امتدت لتصل إلى عالم الطهي، حيث أطلقت مشروعا صغيرا في مجال الأكل، ليكمل صورتها كفنانة متعددة الطاقات. وتقول: القوة ليست بعدد العيون، بل بما نراه بداخلنا من إصرار.
وفي موازاة ذلك، اختارت فاطمة توثيق حياتها بعدسة هاتفها، وتحولت الصور إلى أرشيف شخصي يروي قصتها اليومية. كما تشارك فاطمة في فريق كن إنساناً، الذي كان له دور كبير في دعمها ومنحها دفعة للمضي نحو نسخة أقوى من ذاتها.
تقول في ختام حديثها بابتسامة واثقة: أنا اليوم لا أخجل من شيء، بل فخورة بكل لحظة صنعتها بنفسي، لأنني رأيت العالم من زاويتي الخاصة، وأعدت رسمه على طريقتي.



