خبير اقتصادي : تحول خريطة الطاقة العالمية يضع العراق أمام تحديات

المراقب العراقي/ بغداد..

أكد الخبير الاقتصادي أحمد التميمي، اليوم الإثنين، أن مشروع خط أنابيب الغاز “قوة سيبيريا 2″، الذي يربط روسيا بالصين، يمثل نقطة تحول استراتيجية في معادلات الطاقة العالمية، ويؤسس لمحور اقتصادي جديد يعيد رسم موازين القوى بين الشرق والغرب.

وأوضح التميمي، أن هذا المشروع يتجاوز كونه مجرد اتفاق طاقة تقليدي، إذ يعكس تقارباً روسياً صينياً هدفه تقليص الاعتماد على الأسواق الغربية وتفكيك الهيمنة المرتبطة بالدولار ونظام التسعير الدولي للطاقة.

وأشار إلى أن ضخ الغاز الروسي بكميات ضخمة نحو الصين لا يعزز فقط أمن الطاقة لبكين، بل يمنح موسكو بديلاً استراتيجياً عن الأسواق الأوروبية التي أُغلقت أمامها بفعل العقوبات، مضيفاً أن المشروع قد يمهد لتبني تسعيرة جديد للغاز والنفط باستخدام العملات المحلية أو عبر التسويات الثنائية، مما يعمق من تراجع النفوذ الاقتصادي الغربي.

وعن انعكاسات هذا التحول على العراق، قال التميمي إن التنافس على السوق الآسيوية، خاصة السوق الصينية، سيزداد شدة، ما قد يؤثر في حجم الطلب على النفط العراقي على المدى البعيد، رغم أنه ما يزال يشكل ركيزة مهمة في واردات الصين الطاقية.

وأضاف أن العراق، رغم التحديات، يمتلك فرصة استراتيجية لإعادة رسم علاقاته الاقتصادية، من خلال التوازن بين القوى الغربية والصاعدة، وجذب استثمارات روسية وصينية في قطاعات الطاقة والبنى التحتية، لا سيما ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.