اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

أمريكا تخطط لرسم جغرافيا جديدة على مقاس مصالحها التوسعية

من رماد الحروب والنزاعات


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية، استخدام سياسة التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وإشغال شعوبها بالصراعات والفوضى، من أجل حماية الكيان الصهيوني، إضافة الى حماية مصالحها بالمنطقة وإبقاء قواتها أطول فترة ممكنة، سيما مع تصاعد قوة الجمهورية الإسلامية، وتهديدها للكيان، الأمر الذي دفع واشنطن الى إشعال الحروب في أكثر من رقعة، ما يضمن لها إعادة ترتيب أوراقها من جديد والهيمنة على مقدرات البلدان، لدعم اقتصادها واقتصاد الكيان الغاصب المنهكين، بسبب الحروب الأخيرة التي كبدتهما خسائر مالية فادحة.
وخلال نظرة سريعة على أوضاع المنطقة، فلا نجد أي بلد فيها مستقراً، باستثناء الدول المُطبِعة التي تنفذ الإملاءات الأمريكية، قد تتمتع باستقرار نسبي مهدد بالانهيار سيما مع التطورات السريعة التي يشهدها العالم، وعدم استقرار السياسات التي تنتهجها واشنطن مع حلفائها خاصة مع وجود ترامب، ما يجعل الجميع مهدداً بشكل أو بآخر، الأمر الذي يتطلب إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة والاستعداد جيداً لأي متغير جديد في منطقة الشرق الأوسط، التي باتت مليئة بالمفاجآت.
غزة تُباد بالصواريخ الصهيونية أمام صمت المجتمع الدولي، وجنوب لبنان يتعرّض لانتهاكات مستمرة ومحاولات لنزع سلاح حزب الله، وسوريا باتت تحت سيطرة العصابات الإرهابية، فيما تتواصل التهديدات الأمريكية للعراق واحتمال تعرّضه لعدوان صهيوني في حال عدم الانصياع للشروط التي تحددها واشنطن والتي من ضمنها حل الحشد الشعبي ونزع سلاح المقاومة الإسلامية، في خطوة لتجريد العراق من مصدر قوته، وبالتالي توقف مطالبات انسحاب القوات العسكرية الأجنبية التي توصلت لها بغداد وواشنطن خلال الأشهر الماضية.
خطوة تصعيدية جديدة اتخذتها إدارة ترامب قد تشير الى ان واشنطن تسعى الى زيادة الاضطرابات في المنطقة، بعد قرار تحويل اسم وزارة الدفاع الأمريكية الى وزارة الحرب، وهي خطوة فسرها مراقبون بأنها رسالة من واشنطن الى بلدان العالم، بأنها مستعدة لشن حرب ضد أي بلد، لا ينصاع للإملاءات الأمريكية، والذي زاد هذه التكهنات تأكيداً هو تصريحات وزير الحرب الأمريكية بيت هيغسيث، الذي أكد أن أمريكا ستتبع نهجًا أكثر عدوانية في كسب الحروب، مستخدمة أقصى درجات الفتك.
ويرى مراقبون، إن الاستعراض الصيني الأخير بحضور الرئيسين الروسي والكوري الشمالي، أثار قلق واشنطن، ما دفعها الى اتخاذ خطوات جديدة لإيصال رسائل الى دول العالم بأن واشنطن موجودة، منوهين الى ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرف ان تدير سياستها دون فوضى، لأنها مبنية على أساس هذا الشيء.
وحول هذا الموضوع، يقول النائب فاضل الفتلاوي في تصريح لـ”المراقب العراقي”: إن “واشنطن اليوم منهكة ولديها حروب بأكثر من جبهة، وتحاول التخفيف من حدة الصراع مع بلدان العالم، لكنها في الوقت نفسه، لا تريد ان تظهر بوضع المنكسر”.
وأضاف الفتلاوي، أن “الاستعراض الصيني الأخير، اربك حسابات ترامب وجعله يتخذ خطوات غير متزنة وإطلاق تصريحات فوضوية، كلها من أجل اظهار واشنطن بانها غير قلقة من التقارب الكبير بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، مشيراً الى ان العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ليست بأفضل حالاتها، لأن نتنياهو هو الآخر يواجه ضغوطاً خاصة مع فشله في تحقيق أي انتصار يذكر”.
وأشار الى ان “أمريكا مشغولة بملفات كثيرة، فهي تواجه دعوات لطرد قواتها من العراق، وحرب غزة وأنصار الله في اليمن وغيرها من الملفات التي أنهكت الإدارة الأمريكية، وخلقت معارضة قوية لإدارة ترامب”.
يشار الى ان الولايات المتحدة الأمريكية أسهمت على مدى عقود عدة، في التدخل بشؤون دول كثيرة، وبخاصة تلك التي تدعم محور المقاومة في المنطقة، مما أدى إلى خلق حالة من الفوضى هناك، بسبب عدائها لسياسات الكيان الصهيوني ورفضها الانصياع للإرادة الأمريكية التي تسعى الى الهيمنة على مقدرات المنطقة ونهب ثرواتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى