الإقليم منطلقاً للعدوان على إيران والقواعد الأمريكية درعاً لطائرات الكيان

من اربيل تدار الحروب الصهيونية
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
منذ سنوات تواصل القوى الوطنية في العراق والمتمثلة بالمقاومة الإسلامية، دعواتها للسيطرة على أجواء البلاد والتخلص من الوجود الأجنبي الذي يهدد الامن والاستقرار سيما الأمريكي والصهيوني المتمركز في المحافظات الشمالية وعلى وجه الخصوص أربيل التي تحولت إلى مرتع للشركات الصهيونية ووكر للتجسس، ومنطلق لشن عمليات عسكرية على البلدان المجاورة وهو ما يخالف الدستور العراقي الذي يرفض استخدام أراضي البلاد للاعتداء على الدول الأخرى.
حكومة كردستان التي خالفت المركز بكل شيء شرعت أبوابها منذ سنوات خدمةً للكيان الصهيوني وأمريكا، وسمحت ببناء قواعد للتجسس على البلدان المجاورة، ورفعت علم إسرائيل بأغلب مناسباتها في إشارة واضحة إلى التعاون والترابط بين الجانبين، ظناً منها أن هذا التقرب من الكيان الصهيوني وأمريكا يضمن لها الانفصال عن بغداد وإقامة الدولة الكردية.
ومع شنِّ الكيان الصهيوني عدواناً على الجمهورية الإسلامية، أصبحت أجواء العراق مستباحة لطيران العدو الذي يمر عبر المحافظات الشمالية دون أي رادع، وبتسهيل من القوات الامريكية المتواجدة في عموم البلاد يتم عبور الطائرات الصهيونية، ومقابل ذلك تستهدف الدفاعات الأمريكية الصواريخ الإيرانية المتجهة الى تل أبيب عبر القنصليات المتواجدة في شمال العراق.
وبالرغم من تأكيد الحكومة العراقية والقوى السياسية رفضها للعدوان ضد الجمهورية الإسلامية إلا أن الأراضي العراقية اليوم باتت منطلقاً للعمليات التي يشنها الكيان الصهيوني ضد طهران، سيما مع سيطرة واشنطن على أجواء العراق، الأمر الذي فعَّلَ المطالبات الداعية لطرد القوات الأجنبية من البلاد بصورة كاملة وإعلان السيادة على الأجواء، وإغلاق السفارة والقنصليات الامريكية التي تحولت إلى مؤسسات تخدم مشاريع إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي جمعة العطواني لـ”المراقب العراقي” إن “الغرض من وجود القوات الامريكية على الأراضي العراقي سواءٌ في القواعد أم في محيط السفارة هو لحماية العراق وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي، لكن هذا الوجود تحول الى نقمة على العراق”.
وأضاف العطواني أن “أصل الوجود الأمريكي في العراق هو لتحقيق أطماع واشنطن وتوفير الحماية والغطاء للكيان الصهيوني للاعتداء على الجمهورية الإسلامية”.
وأشار إلى أن “الغطاء والحماية الامريكية للكيان الغاصب يتنافيان مع مبادئ اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ويتعارضان مع ثوابت الدستور العراقي التي تؤكد أن العراق لا يقبل باستخدام أرضه منطلقاً للاعتداء على دول الجوار”.
وبين أن “تقديم شكوى في مجلس الامن الدولي ضد الكيان الصهيوني بسبب اختراقه أجواء العراق ليس كافياً، بل يجب إعادة النظر في العلاقات مع واشنطن وإلغاء اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي لم تعُدْ تجدي نفعاً وبسببها تحولت أرض العراق الى منطلق للعدوان على البلدان”.
وأوضح العطواني أنه “يجب إعادة تقييم الاتفاقيات مع واشنطن لأنها أصبحت تخدم الكيان الصهيوني، داعياً القوى الوطنية الى زيادة الضغط على الحكومة لإعادة النظر بالاتفاقيات”.
وفي وقت سابق أفاد مصدر أمني، بأن الدفاعات الجوية التابعة للقنصلية الأمريكية في أربيل، أسقطت طائرة مسيرة انطلقت من أراضي الجمهورية الإسلامية، مشيراً الى أنها سقطت داخل مجمع سكني قيد الإنشاء قرب شارع مصيف صلاح الدين، كما أعلنت الدفاعات الأمريكية إسقاط طائرة أخرى في حادث مماثل فوق سماء أربيل دون وقوع أضرار.
الخروقات الامريكية لأجواء العراق دفعت كتلا سياسية وخبراءَ في مجال الامن للمطالبة بفرض الحكومة السيادة الكاملة على أجواء البلاد، والتوجه الفعلي نحو شراء منظومات دفاع متطورة، تنهي الفوضى في سماء العراق، وتضع حداً للخروقات الصهيونية والأمريكية المتكررة، خاصة مع تكرار استهداف الجمهورية الإسلامية من الأراضي العراقية دون أن يكون هناك موقف عراقي رافض لهذه الأعمال المنافية لمبادئ الدستور العراقي.



