مجلس الأمن يتحول إلى غطاء لشرعنة الجرائم الإسرائيلية ضد شعوب المنطقة

غزة واليمن تحت جحيم المجازر
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
تواصل آلة القتل الصهيونية والأمريكية جرائمهما في المنطقة، لا سيما في غزة واليمن، التي تشهد وبشكل يومي عدوانا وحربَ إبادة جماعية على مرأى ومسمع جميع بلدان العالم والمنظمات الدولية التي تدعي حماية حقوق الانسان ونشر السلام في العالم والتي تحولت إلى أدوات للتغطية على انتهاكات أمريكا والكيان الصهيوني خاصة ضد الدول الإسلامية، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر فيها مثل منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، الذي باتت قراراته مسيسة ومجهزة لخطوات واشنطن.
وتحول مجلس الأمن إلى أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ترى بعض الدول الاعضاء أن مجلس الأمن، الذي يُعتبر المسؤول الأول عن حفظ السلم والأمن الدوليين، قد أصبح تحت تأثير القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة، مما يؤثر على قراراته وفاعليته، حيث استطاعت أمريكا وبحكم سيطرتها من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمارسها على الدول الأعضاء أن تُجيِّر قرارات مجلس الامن الدولي لصالحها، وأن تفلت من العقوبات الدولية “إن وُجدت”، ولهذا نجدها اليوم ترتكب مجازر بمختلف بقاع العالم دون أن نرى موقفاً حقيقياً يُتخذ ضدها، بل على العكس باتت المنظمات تشرع لعمليات الإبادة التي ترتكبها واشنطن ضد شعوب المنطقة.
وعقد مجلس الأمن الدولي يوم أمس الأربعاء جلسة خاصة لمناقشة “الانتهاكات الصهيونية في غزة”، إذ شهدت الجلسة إدانةً من بعض الدول الأعضاء، لكن الأغلبية أيدت خطوات المجرم نتنياهو في غزة، فيما اعتبروا أن ترامب هو رجل السلام على حد وصفهم، فيما صرفوا النظر عن الجرائم التي تُرتكب في اليمن وغزة، الامر الذي أثار استياء بعض البلدان الأعضاء بسبب تجرد المجلس من وظائفه وتحوله الى وسيلة لتبرير جرائم أمريكا والكيان الصهيوني ضد الشعوب المظلومة.
ويأتي انعقاد جلسة مجلس الامن في وقت تتواصل فيه جرائم الكيان الصهيوني ضد غزة واليمن، الامر الذي استدعى الى عقدها، لكنها سرعان ما تحولت الى داعم لجهود أمريكا لإحلال السلام في المنطقة متناسين دورها في قتل الآلاف في غزة وجنوب لبنان واليمن.
وقال طبيب أمريكي تطوع في غزة أمام مجلس الأمن لم أرَ أو أعالج أي مقاتل خلال الأسابيع الخمسة التي قضيتها في غزة، مضيفاً أن جميع مرضاي كانوا أطفالا مصابين بشظايا ونساءً حوامل بُقرت بطونهن، وتابع بأن ما شهدته من استهدافات وتدمير في مجمع ناصر الطبي لم أشهده في حياتي، فنحن نخسر جيلا بأكمله أمام أعيننا.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي صباح العكيلي لـ”المراقب العراقي” إن “قضية تحول مجلس الامن الدولي الى أداة بيد أمريكا ليست وليدة اللحظة، ومنذ سنوات تحول القرار العالمي بيد واشنطن وبعض دول الاستكبار”.
وأضاف العكيلي إن “هناك بعض الدول تهيمن على القرار في مجلس الامن الدولي وفي الأمم المتحدة وتنتقي القوانين والقرارات التي تناسبها، وخير دليل على ذلك أن الجرائم في المنطقة لم تتم إدانتها من قبل مجلس الامن رغم بشاعتها”.
وأشار الى أن “العدوان الصهيوني يستمر منذ أكثر من سنة ضد غزة واليوم يتواصل ضد اليمن لكننا لم نسمع قرار إدانة وخطوة حقيقية لإنهاء الحرب ضد هذه البلدان بل العكس أن المجلس يدعم العدوان ويصنف الشعوب على أنها إرهابية”.
هذا وشنّ الطيران الحربي الصهيوني، سلسلة غارات جوية استهدفت مطار العاصمة اليمنية صنعاء، إذ أعلنت قناة المسيرة اليمنية، أن أربع غارات لطيران العدو الإسرائيلي استهدفت المدرج في مطار صنعاء وطائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
وبحسب مراقبين أن فقدان الحياد أفقد مجلس الأمن موضوعيته في اتخاذ القرارات بسبب التأثير الأمريكي، مؤكدين أن هذا التحول سيحُدُّ من فاعلية المجلس في حفظ السلام والامن الدوليين خاصة في القضايا التي تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة، مؤكدين أن اتخاذ قرارات المجلس بهذه الآلية يؤثر على شرعيته وقد يتعرض الى الانهيار بسبب انسحاب أغلب أعضائه نتيجة تحوله الى أداة بيد الأمريكان.



