اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

العراقيون يفتشون عن “كتل العقيدة” في زحمة الأحزاب المشاركة بالانتخابات

بين صناديق الاقتراع ومزاد التحالفات


المراقب العراقي/ سيف الشمري
على مدى العشرين عاماً السابقة، سِئم العراقيون من غالبية الموجودين بالطبقة السياسية الحاكمة في الوقت الحالي، ولهذا نجد أن الكثير من المطلعين والراغبين بإجراء التغيير عبر صناديق الاقتراع، باتوا اليوم يبحثون عن الشخصيات والكتل الوطنية، ذات العقيدة الراسخة التي كل ما يهمها هو تقديم خدمة فعلية وحقيقية دون مقابل، وتحقيق تطلعات الشعب الذي يرزح تحت ضعف الخدمات والتلكؤ لسنوات طوال، فيما اكتفى المتصدون للقرار بإعطاء الوعود دون أي تنفيذ على أرض الواقع.
وفي ظل مشاركة أكثر من 300 حزب في الانتخابات النيابية المقبلة، بات من الضروري على المواطن، أن يبحث عمّن يحقق له ما يصبو إليه من تطلعات وحياة واقعية، بعيداً عن الوعود المزيفة، ومحاولة إيجاد الكتل الجديدة ذات العقيدة الحقيقية التي عملت على انتشال الوضع العراقي من الفوضى والذهاب به إلى بر الاستقرار، وأيضاً للحفاظ على سيادته الوطنية وعدم الرضوخ للولايات المتحدة الأمريكية التي اشترت العديد من الأصوات السياسية، لخدمة مشروعها الخبيث في البلد ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي محمود الهاشمي في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “التجربة الديمقراطية واحدة من مبادئها الأساسية هو صندوق الاقتراع واختيار المواطن من يحكمه، وان أي خلل في هذا الصندوق ينعكس على التجربة السياسية في أي بلد”.
وأضاف الهاشمي: “عندما اعتمدنا صندوق الاقتراع بان يكون ضمن تجربتنا، علينا ان نثق به، ولكن هناك محددات تدعو الى احترامه بالشكل الذي يؤسس مرحلة صحيحة لإدارة الدولة”.
وأكد الهاشمي، أنه “على الأحزاب ان ترقى إلى مستوى المهمة التي أوكلت لها من خلال التخطيط لمستقبل البلد خاصة وان العالم يمر بمرحلة تحول كبير وقطبية جديدة، وان يعرف العراق أين يضع قدمه في هذا العالم المتغير”.
وكما هو معروف، فإن أي تغيير في العالم، لا يجري إلا عن طريق صناديق الاقتراع، ولهذا فالمشاركة الواسعة هي الحل الأمثل والأنسب لإحداث ثورة في الساحة السياسية، من خلال تمكين الكتل السياسية الفعالة من الوصول إلى سدة الحكم، خاصة في الوقت الراهن الذي نشهد فيه حرباً حقيقية على المنطقة والتشيّع بشكل خاص، وها هي مجازر الإبادة الحاصلة في فلسطين والحرب على لبنان واليمن خير دليل على ذلك.
وأثبتت التجارب السابقة، العديد من حالات التلون السياسي الذي رافق غالبية الأطراف الحاكمة الآن، ولهذا من الضروري عدم إعطاء الصوت الانتخابي، إلا لمن يستحقه وبمقدوره الحفاظ على البلد من أي أطماع خارجية ومآرب صهيوأمريكية، تهدف إلى إحلال الفوضى والخراب بالعراق بعد حالة الاستقرار الذي يشهدها الآن.
ووسط دعوات لعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تم تحديد موعدها في نهاية السنة الحالية، فإن مدونين على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا العشرات من الوسوم، لحث المواطنين على الذهاب الى صناديق الاقتراع وانتخاب الأصلح، وعدم الانصياع وراء ما يريده الداعون للمقاطعة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى