اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

“حل الدولتين” قنبلة موقوتة تنفجر في مقررات “قمة بغداد”

المطبعون يناقشون اوهام الحلول

المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
يبدو أن القمم العربية أصبحت تتبنى دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال مخرجاتها ومقرراتها، لتتحول من قمة لمعالجة قضايا الامة العربية الى لقاءات لتثبيت الإملاءات الإسرائيلية والأمريكية على شعوب المنطقة، إذ لم تخرج القمة الأخيرة المنعقدة في العاصمة بغداد بقرارات تضع حداً للانتهاكات الصهيونية المتواصلة في غزة، أو تتخذ موقفاً من دعوات التهجير، بل اتفق المجتمعون على خذلان أهالي غزة وتبني خيارات تثبت الوجود الصهيوني في فلسطين.
أحد القرارات التي أثارت جدلاً كبيراً، سيما في البلدان المقاومة الإسلامية، هو الاتفاق على حل الدولتين الذي يخالف متبنيات الكثير من الدول العربية التي تريد تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وترفض تثبيت إسرائيل في المنطقة، على اعتبار أنها غدة سرطانية تسببت بالكثير من المشاكل في المنطقة على مدى سنوات طويلة، وكانت سبباً في إراقة دماء المدنيين، وبالتالي فأن قرار حل الدولتين سيسهم بشكل مباشر في تثبيت الوجود الصهيوني في المنطقة بصورة عامة.
يشار الى أن أحد مقررات القمة العربية التي انعقدت أمس الاول في بغداد هو الدعوة إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وتأييد دعوة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين لعقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وهذا يشمل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى قبول عضويتها في الأمم المتحدة كدولة مستقلة كاملة السيادة، وضمان استعادة جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حق العودة وتقرير المصير.
وبحسب مراقبين فأن العراق على اعتبار أنه المُنظم ورئيس القمة العربية بدورتها الرابعة والثلاثين، كان عليه أن يرفض مصطلح حل الدولتين وعدم اعتماده ضمن مخرجات القمة، لأنه يخالف سياسته الخارجية التي ترفض قرار حل الدولتين الذي تتبناه دول مثل السعودية ومصر والاردن، لأن العراق يرى أن هذا القرار يُضيع الحقوق العربية، سيما مع الرفض الصهيوني لإقامة دولة فلسطين ومحاولات أمريكا تفتيت الشعب الفلسطيني عبر دعوات التهجير التي تبناها ترامب.
ويقول المحلل السياسي عائد الهلالي لـ”المراقب العراقي” إن “القمة المصغرة التي انعقدت في القاهرة بحضور الدول الخليجية ولم يُستدعَ العراق اليها كانت لغرض الاتفاق على طرح قرار حل الدولتين خلال قمة بغداد، مشيراً الى أن العراق لم تتمَّ دعوته على أساس أنه يعارض هذا القرار”.
وأضاف الهلالي أن “القرار يخالف السياسة الخارجية العراقية، وكان يجب التحفظ عليه على الأقل، لكن الحكومة تؤكد أن الموافقة عليه جاءت على اعتبار انه حل مؤقت من أجل إنهاء معاناة أهالي غزة”.
وأشار الى أن “غزة اليوم ترزح تحت العدوان الصهيوني ويومياً يسقط عشرات الشهداء، وبالتالي يجب إيجاد حلول ولو مؤقتة لإنهاء هذه المعاناة، وبحسب رؤية الدول الخليجية ومصر فأن قرار حل الدولتين هو أقرب الحلول وأنسبها”.
وأوضح الهلالي أن “العراق إذا أراد أن يغير رؤيته الاستراتيجية فيحتاج الى تصويت البرلمان وتشريعات وغيرها من الإجراءات، لكن إذا كان قرار حل الدولتين يوقف الانتهاكات ضد غزة ولو مؤقتاً فما الذي يمكن أن يفعله العراق”.
وحل الدولتين هو حل مقترح أمريكي صهيوني تبنته السعودية وبعض البلدان العربية الأخرى من اجل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على حد وصفها، ويقوم على أساس دولتين في فلسطين التأريخية تعيشان معًا، هما دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، وهذا الحل يستند إلى قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967، واعتمدته السلطة الفلسطينية في عام 1974 وأسمته البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني.
القمة العربية جاءت كما توقعها الآخرون بأنها ستكون قمة شكلية واستعراضا لبيانات فارغة لا تعالج أبسط مشاكل المنطقة، بل ستكون بوابة للتطبيع مع الكيان الصهيوني عبر قرارات تم إعدادها مسبقاً في غرف مشتركة بين دول الخليج وبعض البلدان العربية وفقاً لوصايا أمريكية وإسرائيلية، وبالتالي كان يجب أن يكون للعراق موقف رافض لبعض الدعوات، مثل دعوة الوفد اليمني لتجريم (أنصار الله) ووصفهم بالإرهابيين، ودعوة حل الدولة الفلسطينية، لأن مثل هذه القرارات ستكون سبباً في هيمنة الاستكبار على دول المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى