قناع واشنطن يسقط على اعتاب قمة آل سعود

من يربي الإرهاب لا يحاكمه
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
لم يكن دعم الولايات المتحدة الامريكية للعصابات الإجرامية، مجرد اتهامات يطلقها الخصوم بل هي حقيقة مثبتة بالأدلة الدامغة التي تؤكد أن الإرهاب صنيعة واشنطن وتم تحضيره في مطابخ البيت الأبيض ليكون أداة تنشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، سيما غرب آسيا، والهدف منه تمرير أهدافها في المنطقة، وتثبيت وجودها عبر اُكذوبة محاربته، إذ تشير جميع الحروب التي خاضتها البلدان ضد الإرهاب وجود بصمة واشنطن من خلال دعم هذه التنظيمات بالأسلحة وتوفير الغطاء الجوي لها، ولعل حرب العراق ضد داعش أقرب دليل على أن واشنطن راعية الإرهاب في العالم.
رفض الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط دفع واشنطن الى إيجاد مبرر لبقاء قواعدها وقواتها في البلدان العربية، سيما القريبة من الجمهورية الإيرانية الإسلامية التي تُعتبر المناهض الأول لقوى الاستكبار في العالم، وبالتالي فأن مشروع الإرهاب الذي رعته واشنطن كان وسيلة ناجحة لضمان بقائها في المنطقة بالإضافة الى إشغال الشعوب من أجل تنفيذ أطماعها والاستيلاء على المقدرات بحجة الحرب على الإرهاب.
التغيير في سوريا الذي نتج عنه سيطرة العصابات الإجرامية على المشهد بعد سقوط حكومة الأسد، فضح الدعم الأمريكي لعصابات ما تسمى هيأة تحرير الشام وحتى داعش، إذ انطلقت هذه الجماعات الإرهابية وبحسب مصادر دولية تحت غطاء جوي أمريكي، إضافة الى توفير الدعم اللوجستي عبر وكالة الاستخبارات المركزية CIA))، للجماعات الإرهابية تحت غطاء المعارضة المدنية.
واشنطن بعد سقوط نظام الأسد رعت أحد أخطر الإرهابيين في العالم والمعروف سابقاً بـ” أبو محمد الجولاني” زعيم ما تسمى هيأة تحرير الشام والتي تحولت لاحقاً الى جبهة النصرة والمسؤولة عن قتل المئات من المدنيين في سوريا، بالإضافة الى انتمائه الى تنظيم داعش في العراق واعترافه بشكل علني بشن عمليات ضد القوات الأمنية وتنفيذه عمليات انتحارية استهدفت المدنيين العراقيين، كل هذه الجرائم لم تكن كفيلة بمحاكمته كإرهابي، لكن واشنطن كافأته برفع اسمه من قائمة الإرهاب الدولية في محاولة لتلميع صورته الملطخة بدماء الأبرياء.
اليوم وبعد لقاء الجولاني بترامب تحت رعاية سعودية، وضعت واشنطن النقاط على الحروف، وأكدت للعالم كله بأنها الراعية الرسمية لقوى الإرهاب في العالم، وتحول الجولاني برعاية أمريكا من عنصر في التنظيمات الإجرامية الى رئيس دولة يحظى بحصانة دبلوماسية تحميه من المساءلة القانونية حتى وإن ارتكب مجازر بحق المدنيين والتي كان آخرها الإبادة الجماعية التي ارتكبتها عصاباته بحق العلويين والدروز في سوريا.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي جمعة العطواني لـ”المراقب العراقي” إن “أمريكا بدأت تقطف ثمار صناعتها للإرهاب الداعشي وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من الجماعات الإرهابية، وثمن هذا الإرهاب كبير جدا لأن سوريا قُدمت على طبق من ذهب لترامب”.
وأضاف العطواني أن “اليوم الارهاب يقدم سوريا بكاملها الى أمريكا والكيان الصهيوني، مشيراً الى أن ضعف الجولاني سيجعله يُقدم كل فروض الطاعة الى دول الاستكبار”.
وأوضح أن “ترامب أعلن الإملاءات الامريكية على الجولاني مقابل رفع العقوبات وأولها الانضمام الى مشروع إبراهام ولا أعتقد أنه سيرفض أي طلب من الجانب الأمريكي، مبيناً أن الجولاني استجاب لطلب ترامب بضرورة إخراج الفلسطينيين من الأراضي السورية وهذا يمثل خدمة مجانية تقدم لواشنطن”.
وبين العطواني أن “سوريا اليوم تحت سيطرة الكيان الصهيوني الذي وصل الى منطقة التنف أو ما تُعرف بالمثلث السوري العراقي الأردني، وهذا بمثابة حلم بالنسبة للكيان الغاصب”.
وأشار الى أن “واشنطن سوف تستثمر بملايين الدولارات في سوريا بالإضافة الى بناء قواعد عسكرية جديدة وهذا يمثل أهم ثمار صناعة الإرهاب من قبل الإدارة الامريكية”.
يذكر أن ترامب التقى بالجولاني على هامش جولته الخليجية، وتعهد برفع العقوبات عن سوريا، وهو ما اعتبره مراقبون بأن كل الاحداث التي جرت في المنطقة وعلى وجه الخصوص في سوريا والعراق كانت بتخطيط أمريكي، وبدعم من دول الخليج، وبالتالي فأن أي حديث أمريكي أو خليجي عن محاربة الإرهاب هو مجرد دعايات إعلامية ، لأن داعش وغيرها من الجماعات الإجرامية تُصنع في غرف واشنطن المظلمة.



