يا إمام العراق

يا إمام العراق
مرتضى التميمي
مسرحٌ أبيضٌ و وجهٌ نبيُّ
وأذانٌ ومشهدٌ دمويُ
فالطيور التي رأتكَ سماءً
وأرادتك والبقاءُ عَصِيُ
كسرت جنحَها الأخيرَ وغابت
واعتراها التوحّدُ الأبديُ
حين تمشي تخطّ رجلاك سِفراً
للمروءاتِ فالمسيرُ وفيُ
واليتامى من بعد عينيك تاهوا
وتبنّاهمُ الزمانُ الشقيُ
طبرةً طبرةً تضاءلتَ مِنّا
أينك الآن فالمدى أمويُّ
أين عيناك فالضبابُ كثيفٌ
مذ فقدناك والوصولُ قصيُّ
بعد عينيك كلّ فجرٍ تداعى
واختفى من نوافذ الروح ضيُّ
والمواعيدُ يا صديق دموعي
غاب عنها وضوحُك الأزليُ
يا إمام العراق مذ ألف عامٍ
ما استقرّ العراقُ والظلم حيُ
ألف حزبٍ فوق البلاد يغني
وارتآهُ التخندقُ الطائفيُّ
ويتاماك أنجبونا يتامى
ففهمنا ما يشعر العلويّ
لم نزل ننزف الرجال تباعاً
إن جرحَ العراقِ جرحٌ طريُّ
أينك الآن ؟ يحكم الأرض طفلٌ
والسياسات نهجها عبثيُّ
يا انكسار القلوب حين تهاوى
رأسُهُ فالبلادُ دمعٌ سخيُّ
كلّ ركن أراه يبكي هديماً
ويغطيه حزنُه النبويُ
حينما غبت مات ميزانُ حقٍّ
واعترانا التخاذل النخبوي
طُبِرتْ هامةُ الزمانِ فطالت
بقعةُ الحزنِ فالغياب قَسِيُّ
دُفنَ الحقُّ حين مات وليُّ
وبكى الكون حين غاب عليُّ