اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدرعربي ودولي

عصابات الجولاني تُفعّل خيار “الإرهاب” وترتكب مجازر مروعة في الساحل السوري

آلاف المدنيين تحت سطوة الإجراميين

المراقب العراقي/ متابعة..

لم تمضِ سوى أشهر على سيطرة عصابات أحمد الشرع والمعروف بالجولاني الذي نصّب نفسه زعيماً للإدارة السورية الجديدة، والذي أدعى مضيه بإشاعة السلام والتعايش السلمي بين أبناء البلد الواحد، بعيداً عن الطائفية أو إقصاء أي مكون، لكن هذه الأحاديث سرعان ما تغيرت بمجرد تمكن الجولاني وعصاباته من الحكم وتوزيع المناصب لشخصيات إرهابية مقربة منه، حيث قام بارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء الطائفة العلوية وعمل أتباعه على تهجير أبناء هذه الطائفة وقتلهم على الهوية، في صورة تجسد أبشع مشاهد الطائفية.

وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي المشدد المفروض على تغطية وسائل الإعلام التي تعمل داخل سوريا، وفرض الرقابة المشددة ومصادرة الحريات العامة والدينية والشخصية للأفراد والجماعات، فضلاً عن تواطؤ الأتراك والأمريكان والأنظمة العربية والغربية مع عصابات الجولاني، فإنَّ الإدارة الإرهابية لم تفلح في حجب المذابح والمجازر والاعتقالات والإعدامات الجماعية، ومظاهر جرائم التهجير والتعذيب والتطهير العرقي والمذهبي التي ترتكبها عصابات الجولاني التكفيرية ومافياته الإجرامية ضد سكان المدن والقرى السورية من المسيحيين والدروز والأكراد والشيعة والعلويين وغيرهم، بحجج وذرائع واهية.

فقد انتشرت الصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية والمرئية التي توثق تلك الجرائم والانتهاكات والخروقات بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام منذ سقوط نظام الأسد وإلى هذه اللحظة وأظهرت تلك الفيديوهات عصابات أبو محمد الجولاني والفصائل الإرهابية المسلحة وهي تجلد الناس العزّل بالسياط، وتجبرهم على الزحف وتقليد أصوات الحيوانات كالكلاب، وترديد شعارات طائفية ومناوئة للنظام البعثي وبشار الأسد كالببغاوات، ومداهمة منازل المواطنين في جوف الليل، وسرقة المنازل ومصادرة الممتلكات العائدة للشيعة والعلويين وغيرهم من المحسوبين على النظام السوري السابق، وإن كانوا مجرد موظفين.

وتم توثيق قصف منازل الشيعة بالدبابات والطائرات المسيّرة في قرية الشنية وغيرها في ريف حمص الغربي، وكذلك منازل العلويين في الساحل، ورمي الشيعة والعلويين في سيارات التحميل وتكديسهم فوق بعضهم بعضاً، وضربهم بالأسلحة والأدوات الحديدية وركلهم بالأقدام، وسحق رؤوس المعتقلين بأقدام الإرهابيين كما تضمنت الفيديوهات مناداة الشيعة والعلويين الموقوفين في غرف التعذيب بالخنازير والقردة، ونعتهم بأقذر الكلمات والأوصاف، وسحلهم في الشوارع حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة، مع التمثيل بجثثهم.

هذا وشملت الجرائم اعتقال الأساتذة والموظفين ورجال الدين والتجار من الشيعة والعلويين وغيرهم، وإجبار العلويين على اعتناق المذهب السلفي وترك مذهبهم وترديد الشهادتين وكأنهم من مشركي قريش. وتم تفجير المقامات والمزارات الدينية التابعة للطائفة العلوية والشيعية، وحرق القبور، والعبث بالجوامع والحسينيات وتدميرها.

وعملت هذه العصابات على اعتقال سكان نبل والزهراء الشيعية، بمن فيهم الأطفال والنساء والعجزة والمرضى، ونُقلوا إلى أماكن مجهولة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة. حوصرت مناطق العلويين والشيعة بالدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأُرهب السكان وخُوِّف المواطنون العزل.

كما انتشرت صور للأجانب والغرباء وهم يعذبون ويقتلون السوريين، وأُجبر السوريون العزل على الزحف في الأوحال والشوارع لمسافات طوال وأطلق أتباع الجولاني تهديدات عابرة للحدود.

تحوّلت المناطق ذات الأغلبية العلوية والشيعية إلى بؤر للإرهابيين والمجرمين والمقاتلين الأجانب والغرباء من الشيشان والأوزبك والأفغان والأتراك والإيغور والداغستانيين والصينيين والعرب، وغيرهم.

وقد سقط قرابة 500 شهيد من الشيعة أثناء هجوم العصابات الإرهابية عليهم في جنح الظلام وانطلقت تظاهرات في قرية فاحل في ريف حمص السورية للمطالبة بوقف الانتهاكات وجرائم الإبادة التي ترتكبها عصابات الجولاني الإرهابية بحق أبناء الطائفة الشيعية والمطالبة بكشف مصير أكثر من 50 شخصاً اختطفتهم عصابات الجولاني خلال الأيام الماضية.

هذا وسجل المرصد السوري، مقتل “340” ضحية من المدنيين العلويين على يد عصابات الجولاني، بعد الاشتباكات التي جرت في الساحل السوري.

وأفاد المرصد في بيان، انه “تم توثيق مجازر بحق المدنيين، فما لا يقل عن 340 ضحية قتلوا في المجازر التي جرت في الساحل السوري على يد عناصر القوات الرديفة”.

ودعا المرصد الى “محاسبة من ارتكبوا هذه المجازر بحق أبناء الطائفة العلوية، متسائلاً: “لماذا لم نشهد المجازر عندما كانت قوات الدفاع والداخلية موجودة؟ لماذا يُسمح لحاملي السلاح بالتنقل بحرية؟”.

وأشار الى ان “المجازر ارتُكبت في ريف جبلة اللاذقية، بانياس، وحماة، وهناك قرى تم تهجير سكانها بالكامل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى