اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

حزب العمال يمتثل لقرار زعيمه وينسف حجج تركيا في التوغل بالعراق

وقف إطلاق النار يضع أنقرة أمام المواجهة القانونية


المراقب العراقي/ سيف الشمري..
منذ سنوات تتذرّع تركيا بتهديد حزب العمل الكردستاني المحظور في العراق لأمنها القومي، واتخذت من ذلك منطلقاً لاحتلال مساحات واسعة من الأراضي العراقية خاصة في المحافظات الشمالية، وصارت تتمدد يوماً تلو الآخر، حتى باتت تصول وتجول في داخل مدن كردستان، كما عملت على إنشاء العشرات من القواعد العسكرية والتي اتخذتها منطلقاً لخرق السيادة الوطنية للعراق، عبر تنفيذ ضربات جوية مستهدفة الأحياء السكنية والقرى بحجة استهداف عناصر حزب العمال.
وبعد صراع استمر سنوات عدة في العراق، أعلن حزب العمال رسمياً عن إلقاء سلاحه، تنفيذاً لتوجيهات زعيمه أوجلان الذي دعا قبل أيام أنصاره إلى القاء أسلحتهم وإنهاء الصراع مع تركيا الذي استمر لأكثر من 50 عاما، وهو ما أثار العشرات من الأسئلة عما دفع زعيم الحزب المحظور من اتخاذ هكذا خطوة، ولماذا أصرَّ كل السنين الماضية على إدامة القتال؟.
وبعد هذا الموقف التأريخي انتهت جميع الذرائع التركية لبقاء قواتها في العراق، كما جعلها مطالبة برفع جميع قواعدها العسكرية ومقراتها وسحب جميع أفراد الجيش التركي، تزامناً مع انتهاء إطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال، بما يعني أن الحجج التي كانت تتذرع بها أنقرة لم يعد لها وجود خاصة فيما يتعلق بتهديد أمنها القومي كما تدعي هي.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي عائد الهلالي في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “الدعوة التي وجهها أوجلان إلى حزب العمال الكردستاني المتواجد في العراق وايران وسوريا، لم تكن لإلقاء السلاح كما حصل في السنوات السابقة، بل هي حل الحزب وتشكيل حركة سياسية تشارك في العملية السياسية، وقد تحقق الكثير من تطلعات ورغبات الشعب الكردي الذي كان محروماً سابقا حتى من التعامل بلغته الخاصة”.
وأضاف: أن “هذه الدعوة لم تأتِ من فراغ، حيث أن عبد الله أوجلان الذي سُجن لأكثر من 25 سنة بعد عملية اختطاف سيتواجد في العملية السياسية، وهذا يعود بالاستقرار الى أنقرة وعلى كل دول المنطقة، باعتبار أن هذه الجهة التي كانت تشكل مصدر قلق للدول، هي من بادرت للتهدئة والسلام للمضي نحو حياة جديدة”.
مراقبون دعوا الحكومة إلى استغلال مرحلة السلام التي تمر بها المنطقة، مطالبة تركيا بضرورة الخروج من الأراضي التي تسيطر عليها، وفق جدول زمني متفق عليه، بالإضافة إلى التشديد على إفراغ القواعد التركية التي قد تطالب أنقرة ببقاء قواتها فيها.
لمحة تأريخية عن الحزب
تأسس حزب العمال سنة 1974 في أنقرة باعتباره منظمة ماركسية لينينية، على يد مجموعة من الطلاب الأكراد بقيادة عبد الله أوجلان، الذي استند في أيديولوجيته إلى القومية الكردية، بهدف إقامة دولة كردية مستقلة في مناطق ذات أغلبية كردية داخل تركيا وسوريا والعراق وإيران.
وتلقى الحزب، دعماً كبيراً من قبل بعض الدول المجاورة لتركيا، وتمكن من أنشاء أول معسكر تدريبي لمقاتليه سنة 1982، فيما استمرت المواجهات بين الطرفين لعقود طويلة، وفي عام 1990 تصاعدت العمليات العسكرية بين الحزب والقوات التركية، حيث نفذ الحزب، هجمات ضد القرى والمواقع العسكرية التركية، بينما أطلقت أنقرة، عمليات واسعة النطاق ضد معاقل الحزب في المناطق الجبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى