زيلينسكي مذلول ومهان في البيت الأبيض

مرتضى اسماعيل..
خذلان أمريكا للشعوب، تأريخ من الخيبة والغدر، تقدم الولايات المتحدة الأمريكية نفسها على أنها زعيمة العالم الحر، ورمز للديمقراطية والحرية. ومع ذلك، يكشف تأريخها عن سجل حافل بالخذلان المتكرر للشعوب في مختلف أنحاء العالم.
آخر مثال على ذلك هو خذلان أمريكا لأوكرانيا، التي كانت تعوّل على الدعم الأمريكي اللامحدود لمواجهة التحديات التي تواجهها، لكن التأريخ يثبت أن أمريكا تكرر خذلانها لأوكرانيا، مما يعكس فجوة كبيرة بين الوعود الأمريكية والواقع.
الخذلان في مواجهة روسيا
في عام 2014، اجتاحت روسيا شبه جزيرة القرم واندلعت حرب في شرق أوكرانيا. آنذاك، وعدت أمريكا بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، لكنها فشلت في الوفاء بوعودها.
وفي عام 2022، شهد العالم اجتياحًا روسيًا شاملاً لأوكرانيا، مما أدى إلى نشوب حرب واسعة النطاق. مرة أخرى، وعدت أمريكا بتقديم الدعم العسكري اللازم لأوكرانيا لمواجهة العدوان الروسي، لكنها قصرت في توفير هذا الدعم بشكل كافٍ.
وفي عام 2025، تكرر المشهد ولكن بصورة أكثر إذلالًا وخنوعًا. حيث قام الرئيس الأمريكي ترامب بإهانة الرئيس الأوكراني زيلينسكي بكل الطرق الممكنة، مما كشف عن حجم الخذلان والذل الذي تعرّض له زيلينسكي.
وهذا ليس بغريب، فهو الناتج الطبيعي لكل من يعتمد على الغطاء الأمريكي. لقد شهدنا العديد من الحالات التي ذاق فيها حلفاء أمريكا مرارة الخذلان، تمامًا كما ذاقها زيلينسكي.
بهذا التصرف، أصبح واضحًا للعالم مدى كذب الوعود والضمانات الأمريكية لحلفائها، وكيف تتركهم في منتصف الطريق، أمريكا تستخدم حلفاءها ثم تتخلص منهم عندما تنتهي صلاحيتهم، لقد باعت أمريكا زيلينسكي بأبخس الأثمان، تمامًا كما فعلت مع عملائها الأفغان الذين علقوا بمخالب طائراتها أثناء انسحابها من أفغانستان.
هذا هو أسلوب السياسة الأمريكية، وخاصة في عهد ترامب، حيث يتم التعامل مع كل شيء كصفقة سياسية أو تجارية، دون أي اعتبار لكرامة أو مصالح الحلفاء.
الجانب الآخر.. الجمهورية الإسلامية والإمام الخامنئي
في المقابل، نرى موقف الجمهورية الإسلامية والإمام الخامنئي، الذي يتميز بالثبات والتزامه بقضايا الشعوب والبلدان المستضعفة. لقد بذل الإمام الخامنئي كل ما في وسعه، بل وأكثر، لحفظ كرامة هذه الشعوب ودعمها في مواجهة التحديات. وهذا يعكس الفارق الكبير بين سياسة أمريكا الأنانية وسياسة الجمهورية الإسلامية المبنية على المبادئ والإنسانية.