يعد الفنان التشكيلي كريم فرحان واحدا من الذين يستطيعون اخذ المشاهد إلى القوة البكر للصور القديمة. وتساعده تقنيته التجريبية، التي تعتمد على خبرته الرسومية، في جعل كل لوحة تبدو وكأنها جدار يحمل رموزاً وإشارات قد تنتمي إلى الحضارات القديمة في العراق ومصر وسوريا.
ولد فرحان عام 1958 في بغداد، وهاجر إلى سويسرا بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة في بغداد.
منذ عام 1983 شارك في العديد من المعارض الجماعية في العراق وسويسرا والمملكة المتحدة. أقيم معرضه الفردي الأول في فيفي، سويسرا في عام 1996، وتبعه 22 معرضًا فرديًا آخر، معظمها في سويسرا. حصل على الجائزة الثالثة للرسم في بينالي (Chianciano) في إيطاليا عام 2011، من بين جوائز أخرى.
في المعرض الفردي الأول للفنان فرحان في مصر بدت المجموعة التي تضم أكثر من 22 قطعة من الوسائط المختلطة على القماش، جميعها بحجم 70 × 90 سم، وكأنها صفحات كتاب قديم. مع الحروف والأرقام الموضحة في كل لوحة، بدا الأمر وكأنه لغز يجب حله. على سبيل المثال، يظهر التشكيل المتبقي كتلة رمادية اللون في الأعلى، مع مربعات ملونة صغيرة في المنتصف تصور رموزًا مختلفة، تليها مساحة فارغة. وأخيرًا، في الأسفل، هناك مزيج من البقع الرمادية والرموز. وهو يشير إلى مراحل تذكر القصص غير المكتملة المدفونة في رؤوسنا. في Hymns، هناك كتلتان رماديتان على خلفية صناديق صغيرة تتقاتلان في مساحة فارغة تقريبًا. قد يشير ذلك إلى صراع متعمد لمحو ذكرياتنا أو هوياتنا.
بشكل عام، تكون لوحة الألوان التي يستخدمها الفنان مركزة. يقتصر بشكل رئيسي على اللون البني والأزرق والأحمر والأسود. في الأساطير المتخيلة، تتفاعل ظلال اللون البني والأزرق في جميع أنحاء القماش. ومع ذلك فإن الاختيار له معنى حيث أن اللون البني يرمز للأرض والأزرق يشير إلى السماء. إن الصراع الحقيقي بين القوى العليا والسفلى قد يفرز أساطير فقدت بدورها، وبشكل متناقض، شدتها في الحياة المعاصرة.
هذا هو نوع الفن الذي يثير التساؤلات. إنها تدعو المشاهدين إلى إعادة التفكير والنظر في الافتراضات والحقائق المستقرة التي تعتبر أمرا مسلما به. عندما أنهيت جولتي في المعرض، بدأت أسئلة وجودية تطاردني. على سبيل المثال، ما هي مكونات ذكرياتنا؟ أيهما يجب حذفه وأيهما يجب الإبقاء عليه؟ هل يمكننا أن نجد السلام من خلال التواصل مع ذكرياتنا؟
