اخر الأخباراوراق المراقب

أضواء من حياة السفير الأول عثمان بن سعيد العمري

في ذكرى وفاته 

السفير الأول أبو عمرو «عثمان بن سعيد العمري» وكان «أسدياً» وسُمِّي العمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي‏ جعفر العمري، كان أسدياً فنسب إلى جده فقيل العمري، ويقال له «العسكري» أيضا؛ لأنّه كان من عسكر “سر من رأى”، ويقال له «السمّان»؛ لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر.

وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد “عليه السلام” ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو، فيجعله في جراب السمن وزقاقه، ويحمله إلى أبي محمد “عليه السلام” تقية وخوفاً.

لم تذكر لنا المصادر التأريخية تفاصيل حياة السفير وخصوصياته كولادته وشبابه. قال بعض العلماء عنه، أنّه من أصحاب الإمام الجواد “عليه السلام” وأنّه خدم الإمام الجواد “عليه السلام” وله إحدى عشرة سنة وله إليه عهد معروف، ولم يترك خدمته “عليه السلام” وحظي بثقة الإمام “عليه السلام” به فكان يعتمد عليه في أموره، ويوكل إليه في مهامه.

وعن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن ـ يعني عن الامام الهادي “عليه السلام” ـ قال: سألته، وقلت: من أعامل؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون»، وعن أحمد بن إسحاق أيضا، أنّه سأل أبا محمّد “عليه السلام” ـ يعني الامام العسكري “عليه السلام” عن مثل ذلك؟ فقال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان».

بعد شهادة الإمام الهادي “عليه السلام” نال العمري ثقة الإمام الحسن العسكري “عليه السلام” به وأبقاه الى جانبه وأنزله نفس المنزلة التي كان والده “عليه السلام” ينزله بها.

وعندما جاء بعض الشيعة من اليمن بالأموال الشرعية إلى الامام الحسن العسكري “عليه السلام”، قال لخادمه امضِ فاءتنا بعثمان بن سعيد العمري، فلمّا دخل عثمان قال له الامام “عليه السلام”: امضِ يا عثمان فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. فقال الحاضرون عند الامام “عليه السلام”: يا سيدنا والله إنّ عثمان لمن خيار شيعتك ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك وإنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى. قال: نعم، واشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأنّ ابنه محمداً وكيل ابني مهديكم.

وفي رواية أخرى، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح أنّهم أرادوا ان يسألوا الإمام الحسن بن علي العسكري “عليه السلام” عن الحجّة من بعده وفي مجلسه “عليه السلام” أربعون رجلا، فقال “عليه السلام”: أخبركم بما جئتم. قالوا: نعم، يا بن رسول الله. قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي. قالوا: نعم. فإذا غلام كأنّه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد “عليه السلام” فقال: (هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا، فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه). 

‏بقي عثمان بن سعيد ملازماً للإمام الحادي عشر عليه السلام (الحسن العسكري عليه السلام) وهو الذي – كما يقول الشيخ الطوسي، أنه لما مات الحسن بن علي “عليه السلام” حضر غسله عثمان بن سعيد “رضي الله عنه وأرضاه” وتولى جميع أمره في تكفينه وتقبيره‏ مأموراً بذلك- أي من قبل الإمام الحجة (عج)- للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلا بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى