“دولة داخل دولة”.. حكومة الإقليم تزاحم بغداد في المحافل الدولية

حزب البارزاني يستغل الخارجية للترويج القومي
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
تحاول حكومة إقليم كردستان التي تسيطر عليها العائلة البارزانية، أن ترسم لنفسها كياناً خاصاً بمعزل عن الدولة العراقية التي هي جزء منها، وتتبع لتعليماتها وتخضع لقوانينها، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، والتي تنحصر بيد الوزارة الاتحادية، وهي الممثل الرسمي الوحيد للعراق في المحافل الدولية.
وقضية الانفصال إدارياً وسياسياً من قبل إقليم كردستان والتصرف كدولة ثانية وليس جزءاً من العراق، ليس بالجديد على الإقليم الذي شُرّع وبشكل علني في السنوات السابقة إلى إجراء استفتاء الانفصال لإعلان الدولة الكردية، وهو ما جعل بغداد تتدخل وبشكل رسمي في إرسال قوات اتحادية لوقف هذا المخطط الذي يطمح من خلاله البارزاني إلى الإعلان عن دولة كردية، وهو ما يخالف القوانين الداخلية والدولية.
ومنذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 سعت الأطراف الكردية إلى السيطرة على وزارة الخارجية التي هي من يرسم سياسة البلد، فيما يتعلق بالعلاقات الدولية وتمثيل البلد خارجياً، حيث لم يحصل المكونان الشيعي والسني على منصب وزير للخارجية سوى أربع سنوات، فيما ذهبت الوزارة تحت سيطرة الإقليم لمدة تتجاوز الـ 16 عاماً، منها ثماني سنوات لهوشيار زيباري الذي أقيل بسبب ملفات الفساد، وفؤاد حسين كذلك شارف على إتمام ثماني سنوات، وطيلة تلك السنوات، حاول الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتبع له الوزير الحالي، ترسيخ الوجود الكردي في المحافل الدولية وآخرها مؤتمر ميونخ في ألمانيا الذي شاركت به الحكومة العراقية، لكن الإقليم كان له رأي آخر في إرسال وفد منه دون علم بغداد.
وحول هذا الأمر، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان عامر الفايز خلال حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “الحزب الديمقراطي الكردستاني يحاول مزاحمة بغداد في المؤتمرات الدولية والمحافل المؤثرة والمهمة على مستوى العالم”.
وأضاف الفايز: أن “الحزب الديمقراطي دائما ما يتلقى دعوات من الدول الخارجية، ولكن ليس بصفة ممثل عن العراق، وإنما تتم دعوته، ليكون بمثابة سكين خاصرة على بغداد”، لافتا إلى أن “هذه الدعوات تدل على وجود إرادة دولية وراء هذا التصرف”.
وتابع: ان “الحزب ومن خلال علاقاته الخارجية، تتم دعوته في بعض المؤتمرات، ولكن ليس ممثلاً عن العراق، فهذا الأمر يبقى محصوراً بيد الحكومة المركزية في بغداد”.
ويرى مراقبون، أن غالبية قرارات وزير الخارجية تنبع من مواقف حزبه، خاصة فيما يتعلق بالملف الأمريكي والمطالبة بإخراج الاحتلال، حيث يرفض هذا الأمر، تماشياً مع رغبات البارزاني الذي تربطه علاقات وثيقة مع واشنطن.
هذا وما يزال حلم الدولة الكردية يطارد العائلة البارزاني التي فشلت في إدارة شؤون الإقليم الصغير، حيث الفساد وتردي الخدمات والتدهور الاقتصادي مازال يرافق سكان كردستان الذين يتظاهرون منذ أيام عدة، للمطالبة بالحلول السريعة لقضية رواتبهم المسروقة من قبل حكومة الإقليم.