نادي ادب الرحلات يستذكر الاديب الراحل “توفيق حنون المعموري”
الراحل كانت له قدم راسخة في مجال السرد
المراقب العراقي /حمدي العطار…
وفاء للراحل الاديب “توفيق حنون المعموري” اقام نادي “ادب الرحلات” – اتحاد الادباء والكتاب في العراق جلسة استذكارية للراحل امس الأربعاء 22 كانون الثاني 2025 . للحديث عن كتابه في أدب الرحلات (سحر الأخضر الداكن في مجاهل أفريقيا) الصادر عن منشورات الاتحاد.
وهذا الاستذكار يعبر عن الشعور النبيل لقيادة الاتحاد في استذكار الادباء والكتاب الراحلين ويعقد لهم جلسة استذكارية وفاء على ما قدموه من أبداع ومؤلفات .ودعا مدير الجلسة الروائي “حسن البحار “الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح الراحل توفيق المعموري.وكانت الكلمة الافتتاحية لآل الراحل المعموري، استعرض فيها شقيقه “مهدي توفيق المعموري” السيرة الابداعية للراحل واهم كتبه.
*كتاب توثيقي
وشارك في الجلسة مجموعة من النقاد (علي الفواز- د. سمير الخليل- د. جاسم محمد جسام- ستار زكم- الناقدة ضحى ثامر) وقد اكد الجميع على اهمية الكتاب التوثيقية ،وما يكتشفه القارئ من عوالم غامضة عن نيجيريا والقارة الافريقية، وعد البعض ان كتاب (سحر الاخضر الداكن – في مجاهل أفريقيا) كتابا مهما ويستحق القراءة والاهتمام واقترحوا ترجمته .فضلا عن المداخلات التي جاءت في الثناء على هذا المؤلف وجمال العنوان واهميته الادبية ! وكانت لنا مداخلة استكمالا للمادة التي تم نشرها في الصحف وقت صدور هذا الكتاب . وقد جاء فيها:-
*مذكرات ونص ادبي
“سحر الاخضر الداكن- في مجاهل افريقيا” على الرغم من العنوان الجميل الذي يحمله هذا الكتاب، ويوحي بإنه من كتب (أدب الرحلات) ولكن التجنيس لهذا النوع من الكتابة يتجاوز ادب الرحلات ليكون (مذكرات) و(نص سردي) فالراحل “توفيق المعموري” له قدم راسخة في مجال السرد الروائي، ويحتوي الكتاب الذي صدر بعد مرور اكثر من (40) عاما تاريخ الرحلة عام 1976 – 1980 وكانت عبارة عن ايفاد المعموري مدرسا للغة العربية في احد المعاهد الاسلامية في نيجيريا ، ومن مذكراته وذاكرته كان هذا الكتاب الذي اعده محاولة للكشف عن ملابسات (الكلاشيهات) الشائعة عن صورة افريقيا في عيون الغرب وهو من الموضزعات الأثيرة في أدب الرحلات، ولا أحد يزعم أنه وحده يملك الحقيقة بشأن هذه الصورة ، لكن الصورة التي قدمها المعموري واحدة من أفضل الطرق للوصول الى لمحة من الحقيقة والموضوعية.
*النطرة المسبقة
ركز المعموري في كتابه على خطأ النظرة والاحكام المسبقة عن الشعوب والدول المجهولة، لذلك كانت عبارة العنوان الفرعي – في مجاهل افريقيا- اشارة الى حب المغامرة والاكتشاف وهي اهم ميزة يتصف فيه الرحالة! في المدونات الغربية عن افريقيا يقدمون صورة بائسة عن افريقيا السوداء من خلال (تفشي المجاعات ويعاني اطفالها الجفاف والهزال وسوء التغذية وتردي الاحوال الصحية وتعاني من الحروب الاهلية، وتصور لنا هياكل العظمية لضحايا الحروب والمجاعات والهجرات، هذه المدونة كانت تقابلها مدونة منصفة قد يكون جزء منها كتاب (سحر الاخضر الداكن في مجاهل افريقيا) للراحل المعموري الذي نقل لنا الوجه الحقيقي لنيجيريا ،تراثهم ،ومعتقداتهم وبساطة اهلها وقلوبهم البيضاء، وتعرفنا على بعض الغرائبية في العادات والتقاليد والديانات من خلال هذا المؤلف، فالوصف الرائع يجعلنا نرى الطبيعة والغابات والبشر ونحن لم نزر نيجيريا ، كما نعجب بشخصية المرأة النيجرية (هيلين) وما قدمته من مساعدة جعلت المعموري لا يشعر بالغربة!،وكذلك ما قدمه العراقي المغترب المقيم في نيجيريا (نعمان الجبوري) كشخصية ساندة ومرشد سياحي للمعموري!