اخر الأخبارثقافية

يا سيِّدَ الأتقياءِ

الشاعر أحمد زراقط

ليتَ المنايا -وكم فتَّتْ لنا كبِدَا-

تستعجِلُ النفسَ عن إرهاقِها الجسَدَا

لنا هنالِكَ حيثُ البازغونَ هدًى

كواكبٌ طرحَ عاملةٍ بكلِّ مدى

كأنَّها لم تكُنْ من حيِّنا بشراً

حتى إلى الآن لم تُغسَلْ سوى بندى

يا قلبُ مهلاً وهل ناديتُ مُستَمِعاً

أم أنَّ قلبيَ أطلالٌ منَ الشُّهدَا

أمِ الفراتُ الذي تُجري محاجِرُنا

ما عادَ يحيي ضلوعاً نبضُها فقِدَا

يا سيِّدَ الأتقياءِ اليومَ بعدَ فتًى

لغيرِ ربِّكَ فوقَ الأرضِ ما سَجَدَا

تكادُ صولتُهُ من غيرِ صارِمِهِ

تُفني الأنامَ فقُمْ يا سيِّدَ السُّعَدَا

ما اعتادَ صمتَكَ ذا لُبٍّ وذا أنَفٍ

أفي الوفا أن يُذاقَ الأوفيا كمَدَا

إنَّا لَنعلَمُ نصرَ اللهِ أنَّ لنا

ربٌّ عظيمٌ وأنَّ النَّصرَ منهُ هدى

لكن كأنَّا وقفنا اليومَ في نَجَفٍ

نستذكِرُ الأمسَ فجرَ القدرِ من رقدَا

ونسمعُ اليومُ أيتاماً مُشيَّعَةً

من غير قتلٍ ولا موتٍ بنقصِ فدى

فكيف نهنأ ولم نثأر لسيِّدِنا

وكيف نحيا وأنفاسُ الرئاتِ سُدى؟

وكيفَ نُقفِلُ حيثُ الدورُ نعمُرُهَا

وقلبُنا من أتونِ الفقدِ قد فُئِدا

هذا لعمري ما لم نَحتَسِبْ أبَداً

ورُبَّ مُحتَسِبٍ عن حسبِهِ بَعُدَا

لا ننكُرُ الحقَّ لكن طبعُ شائقنا

أن ينكرَ الروحَ إن لم تلتحِف جسَدَا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى