اخر الأخباراوراق المراقب

في ذكرى وفاتها.. جوانب من حياة السيدة سكينة

شهدت السيدة سكينة واقعة الطف ورَوَت أحداثها، وكانت من جملة النساء اللاتي أُخذن سبايا إلى طاغية الكوفة عبيد الله بن زياد بعد مقتل الحسين وأهل بيته الأطهار في تلك الواقعة الأليمة، ومن بعدها إلى يزيد بن معاوية في الشام، حيث كانت على صغر سنّها من أشجع النساء وأصبرهم على مصاب فقدان الأحبة ومرارة السبي، فضلاً عن بلائها الحسن في إيصال مظلومية آل بيت النبوة إلى العالم أجمع وفضح قَتَلَتِهم وناكري حقهم من بني أمية وأزلامهم على رؤوس الأشهاد.
عبادتها وتقواها
وصفت السيدة سكينة في أكثر من مقام بـ “العفيفة الطاهرة” و”الشريفة المطهرة”، وكانت خير نساء عصرها، وأحسنهن أخلاقاً، وأكثرهن زهداً وعبادةً، فضلاً عن عقلها الراجح، ونبل خصالها، وطيب شمائلها، وهو ما شهد به أبو عبد الله “ع” لما أراد ابن عمها “الحسن بن الحسن” أن يطلبها من أبيها، حيث قال (ع) “أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله” واختار له أختها فاطمة “رضوان الله عليها”.
وفاتها
عادت هذه الصديقة الزكية إلى الحجاز وأقامت مع أمها الرباب في المدينة المنورة بعد فقدانها غالبية أهلها وذويها في معركة الطف بمن فيهم زوجها “عبد الله بن الإمام الحسن بن علي” الذي وصفه “إبن حبيب” في كتابه “المحجر” ص438 بـ “أبو عذريتها”، حيث لم يمضِ وقت طويل حتى توفيت “الرباب” هي الأخرى، لتعيش سُكينة بعد ذلك في كنف أخيها زين العابدين “ع” حتى وفاتها في الخامس من ربيع الأول سنة 117 هـ حسبما أجمع المؤرخون، وكان لنبأ إرتحالها الى الرفيق الأعلى وقع الصدمة على نفوس المؤمنين الذين حضروا فرادى وجماعات للصلاة على جنازتها الزكية بالرغم من محاولات السلطة الحاكمة آنذاك متمثلةً بالطاغية الأموي “خالد بن عبد الملك” إهانة جنازتها من خلال تأخير الصلاة عليها رغم الحرارة اللاهبة يومها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى