حيدر منعثر.. المتجاوز لجميع خطوط الخوف الصدامية

ياسر تركي ..
مسرحية دش واني دش من تأليف علي حسين يعود تأريخها إلى عام ٢٠٠١ ، من إخراج وبطولة حيدر منعثر وهي من المسرحيات الجريئة التي تخطت حاجز الخوف وحطمّت المسكوت عنهُ في فترةٍ يسودها الكبت السياسي.
تناولت إنتقاد للقيود المفروضة على حرية الرأي في عهد الطاغية صدام من خلال تناول موضوعة منع دخول الفضائيات ( الستلايت) إلى العراق ، إذ أن النظام كان يُروج آنذاك أن الطبق الفضائي ( الدش) يؤدي إلى الإضطراب الإجتماعي والإنبهار بالثقافة الغربية على حِساب الهوية الثقافية ونقل ثقافات أمم مغايرة من خلال التبعية والتقليد ، رغم إن الهدف الحقيقي يكمن في عزل الشعب العراقي عن المتغيرات الهائلة في مجالات الحياة المختلفة وجعل صوت النظام هو المسموع عبر قنواته الرسمية .
أوقفت لجنة خاصة من الرقابة عرض المسرحية بعد أن شاهدت اللجنة عرضاً خاصاً للمسرحية من على قاعة سينما النصر قبل تقديم المسرحية إلى الجمهور ورأت اللجنة في قرارها ان المسرحية تحمل ” تجاوزات خطيرة ” من ناحية المضمون الفكري والسياسي لإن العرض وجّه إنتقادات لاذعة لإجراءاتِ الحكومة ، وهذه هي المرة الأولى التي تمنع بها لجنة رقابية عرضاً من عروض المسرح الجماهيري قبل ان يشاهده المتفرجون ، حيث كانت مثل هذه اللجان توقف العروض بعد فترة من عرضها الفعلي ، فقد أستطاعت الرقابة في العراق أيام حكم البعث أن تُحيّد المسرح وتُهمّشه ، وفي بعض البلدان العربية هشمُته كما فعلت في الجزائر عندما أغلقت ابواب معهد الفنون المسرحية وأبقت على شُعبة الرقص وحدها ( كما يقول المسرحي مخلوف بوكروح ) .
وكان الفنان حيدر منعثر قد تعاقد مع المطرب هيثم يوسف للإشتراك في المسرحية بعقدٍ وصف بالخيالي في ظروف العراق حينذاك ( ٢٠٠١ أيام الحصار الإقتصادي) ، حيث وصل إلى خمسة آلاف دولار شهرياً ، كما اقنع منتج المسرحية بتحويل سينما النصر الواقعة في شارع السعدون إلى مسرح ، مما كلّف المنتج اموالاً طائلة قام بعد قرار عدم السماح للمسرحية بالعرض بمطالبة المخرج بتحمل تلك النفقات كلها والتي تصل إلى أكثر من ( ٥٠ ) مليون دينار عراقي .



