تركيا تشعل فتيل الفوضى شمالا وتخترق سيادة العراق عبر بوابة كردستان

تحذيرات من مخاطر معسكر زليكان
المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
يوماً بعد آخر تتصاعد العمليات العسكرية التركية في المناطق الشمالية، وتزيد من توغلها بعمق الأراضي العراقية، إذ وصلت قواتها الى حدود محافظتي كركوك ونينوى، وأقامت قواعد عسكرية ثابتة ونشرت آليات عسكرية و”ربايا” على المرتفعات، بالرغم من إعلان حزب العمال الكردستاني إنهاء عملياته وإلقاءه السلاح، وهو ما يكشف عن أكذوبة محاربة PKK ويؤكد وجود أطماع تركية ومخططات مستقبلية تريد حكومة أردوغان تنفيذها داخل العراق.
تطورات خطيرة تحدثت عنها شخصيات عراقية عبر وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية تؤكد وجود تحركات تركية لتجنيد مقاتلين في محافظة نينوى، على غرار ما فعلته في إدلب السورية التي كانت مركزاً لتدريب وتأهيل قوات ضد النظام السوري، وهو ما يشكل خطراً على أمن واستقرار البلاد، سيما مع التطورات التي تمر بها المنطقة والتهديدات الامريكية ضد العراق وإيران، الامر الذي يتطلب أن تكون القوات الأمنية على دراية كاملة بجميع التحركات التي يقودها بعض السياسيين خاصة في المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية سابقة.
وفي حديث متلفز حذر القيادي في ائتلاف دولة القانون عن محافظة نينوى زهير الجلبي من التحركات التركية في شمال العراق، مبيناً أن ما يُعرف بحرس نينوى “الذي شكله أثيل النجيفي عام 2014” كلهم من الحرس الخاص وفدائيي صدام والحرس الجمهوري، وهم يشرفون على عمليات التدريب وتحت إمرة القوات التركية.
الجلبي أشار الى أن معسكر زليكان هو إدلب العراق وسلاحه موجه نحو العراق حيث يحتوي على 3 ألوية و4 آلاف مقاتل من “حرس نينوى” تقوم بتدريبهم تركيا، ويتطلب التفاتة جادة من المسؤولين عن الملف الأمني في المحافظة وكشف الحقائق قبل أن تتوسع تلك العمليات في الموصل.
وحول هذا الموضوع يقول الخبير الأمني هيثم الخزعلي لـ”المراقب العراقي” إن “الجميع يعلم أن تركيا لديها أطماع داخل العراق وتحججت بحزب العمال الكردستاني من أجل تنفيذ مخططتها داخل البلاد”.
وأضاف الخزعلي أن “تركيا قامت بتدريب قوات قبل تحرير الموصل تحت إشراف أثيل النجيفي، مشيراً الى أن عائلة النجيفي غير مؤتمنة ولديها تواطؤ مع الأتراك ما زال مستمراً ليومنا هذا”.
وأشار الى أن “ما يُعرف بقوات حرس نينوى التي شكلها النجيفي ودربهم الأتراك، وأدخلوهم ضمن حشد العشائر تشكل خطراً على أمن واستقرار البلاد”.
وفيما يتعلق بالوجود التركي أكد الخزعلي أن “هناك تفاهمات كردية مع الحكومة التركية تسمح ببقاء تلك القوات شمال العراق، ويفترض بحرس حدود الإقليم أن يمنع التحركات التركية في كردستان”.
التحركات التركية هذه تأتي بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى تركيا خلال الفترة المقبلة، والتي ستركز بحسب تصريحات حكومية على ملفات المياه والتواجد العسكري ومشروع طريق التنمية، فيما تدعو أطراف سياسية داخلية السوداني الى إعطاء ملف الانسحاب من الأراضي العراقية أولوية كونه يهدد الامن القومي للبلاد ويعتبر خرقاً للسيادة.
لجنة الامن والدفاع أكدت خلال حديثها لـ”المراقب العراقي” أنها لا تمتلك معلومات عن وجود معسكرات تركية يتم تدريب مقاتلين فيها، وسيتم التأكد من صحة المعلومات التي طرحت عبر وسائل الإعلام من خلال توجيه أسئلة للمسؤولين عن الملف الأمني في محافظة نينوى”.
وتؤكد مصادر أمنية لـ”المراقب العراقي” أن التحركات التركية خلال الفترة التي أعقبت خطاب أوجلان تركزت في مناطق بعيدة عن تواجد حزب العمال الكردستاني، سيما في محافظتي نينوى وكركوك، وأثارت تلك التحركات شكوك بعض الشخصيات السياسية البارزة في العراق والتي تحدثت بشكل واضح عن وجود معسكرات تركية يتم تدريب مقاتلين أجانب وعراقيين داخلها، وتشير المصادر نفسها الى أن الوضع في نينوى بدأ يثير قلق المعنيين بأمن المحافظة.



